البنية التركيبية للخطاب المسرحي الملتزم _بقلم بلغازي يوسف القيصر
مداخلة القيصر بتاريخ 18-6-2020
-----------------------------------
إن المسرح منذ نشأته و بداياته الاولى كان موجها إلى طرح قضايا المجتمع بمختلف شرائحه لتسليط الضوء عليها أو كشف ما خفي عن العوام و يكون الطرح إما بشكل درامي أو بصور شعرية تبسط معاني عميقة و سامية..
فكان المسرح منبرا لتداول قضايا تهم الانسان و جزء من واقعه و أحيانا كان المسرح يطرح حدثا تاريخيا ويجسده بشكل رائع و احترافي..
فالمسرح منذ الازل و نذكر على سبيل المثال رواده الاوائل كالفراعنة والاغريق مرورا
بغيرهم من الحضارات والذين أبدعوا فيه و اشتهروا بإلياذاتهم والتي امتازت بدقتها و روعتها كان مرآة لقضايا الانسان و و فضاء لبث همومه..
و قد مر المسرح كغيره من الفنون بمراحل عدة و تطور عبر العصور وصولا الى مايسمى بعصر الحداثة ثم ما بعدها و وضف فيه المسرحيون الذكاء الفكري النابع من متغيرات أنتجها العصر فخلق لنا مشهدا جديدا و أصبح له جمهور كبير..
فتنوع بتنوع رواده و اتجه الى كل الانواع لكنه ركز أساسا على الدراما و الكوميديا و التاريخ و أضحى وسيلة فعالة لتجسيد قضابا مجتمع ما و همومه من خلال بسط الموضوع و تبيان كل مايحيط به من جوانب بشكل أحيانا صريح و أحيانا غير مباشر و كذلك بطرح بعض الحلول من وجهة نظر المؤلف..
و قد ارتقى المسرح فكريا و أدبيا فأضحى يطرح بجوار التاريخي و الاجتماعي أيضا الطرح الفلسفي و النفسي و إن كان الخطاب المسرحي موجها لشريحة غير كبيرة لصعوبة التواصل..
كما بلور المسرح كثيرا من القضايا الصعبة و جعلها سهلة الوصول للمتلقي العادي و ذلك بطرحها بشكل كوميدي بسيط..
ولا ننسى أن نذكر ما آل اليه المسرح في الاونة الاخيرة من تراجع كبير و ذلك في ظل استحواذ الانواع الاخرى و نذكر هنا منافسه الاقوى ألا وهو الفن السابع..
كما ان وسائل الاعلام لم تعد تبث الكثير من الاعمال المسرحية إن لم نقل أنها تجاهلتها تقريبا مما جعلنا نبتعد عن العالم المسرحي خصوصا الجيل الجديد و الذي أغلبه لا يكاد يعرف شيئا عن المسرح
لقد كتبت مداخلتي بشكل بسيط دون المرور بمصطلحات عميقة حتى تكون سلسة لجميع الشرائح و ليس للمثقفين فقط..
مع تحيات\القيصربتاريخ18-6-2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق