دراسة بحثية كبرى في التطور التاريخي للتفكير نحو المستقبل (البداية و التاريخ والعراقيل) بعنوان:
الدراسات المستقبلية حقل عابر التخصصات و استراتيجية مهمة لتحليل أنظمة القوى اقتصاديا وسياسيا و وضع توقعات للتحركات ضمن العلاقات الدولية وصياغة رؤى علمية بعيدة المدى تعالج تغيرات المستقبل التي تفاجئ العالم..
بقلم_القيصر_20_05_2021
أقسام الدراسة:
1_مقدمة
2_تعريف الدراسات المستقبلية
3_التأصيل التاريخي لعلم الدراسات المستقبلية عبر تطوره عبر العصور
4_التيارات الفكرية للدراسات المستقبلية
5_الدراسات المستقبلية في العلاقات الدولية
6_استخدام الدراسات المستقبلية لأغراض عسكرية
7_السياسة والاقتصاد في الدراسات المستقبلية
8_غياب البناء النظري الممنهج لهذا الحقل المعرفي
9_ندرة المؤسسات المتخصصة بالدراسات المستقبلية
المراجع_
1_كتاب مدخل الى الدراسات المستقبلية في العلوم السياسية
2_الدراسات المستقبلية في العلوم السياسية (مقاربة مفاهيمية و منهجية) لهيبة بوشقورة
=========
1_مقدمة
لقد كان الإنسان منذ القدم يتوجه بأنظاره إلى المستقبل بكل شغف و أحيانا بكل خوف وترقب أشياء حركت بداخله هواجسا أربكته تارة و أقلقته تارة أخرى و خلقت له تحديا متواصلا في حاضره،و هذا الهاجس رافقه منذ نشوء الحضارات و اختلفت هذة النظرة للمستقبل من إنسان لانسان و من عصر لآخر،و من الحاضر استطاع الانسان أن يكون ما يسمى حدسا و رؤية عن مستقبله مرتكزا على معطيات من تفاعلات حاضره و مع الوقت ساعدته كثير من العوامل في تكوين نظرة عن مستقبله كتأثير المفاهيم المجتمعية المعاصرة لزمانه ورموز القيم المتعدد بحيث وضع هذه المعطيات كأساس بنى عليه رؤاه و نظرياته لتفسير مستقبله..
=======
2_تعريف الدراسات المستقبلية
لقد جاء علم الدراسات المستقبلية لإيجاد البدائل المناسبة لما يطرأ من متغيرات على المستقبل القريب كما أن تطور العالم الرهيب جعلها تَبرزكضروورة ملحة لوضع توقعاتٍ للأبعاد الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية الدولية و الخروج بنظريات كحلول ممكنة لنتائج ما يحمله المستقبل من مفاجآت و إيجاد بدائل ناجعة للمستقبل ، فهي علم متعدد التخصصات ومجال معرفي واسع مزج بين علوم شتى يوضف جميع تخصصات وتقنيات المناهج العلمية لدراسة و معالجة الظواهر الإنسانية المتعددة في وقتنا الحاضر و بلورتها داخل إطار منهجي نظري للخروج بعدة بمقاربات علمية ملائمة و اختيار ما هو صحيح من البدائل المطروحة لرسم سيناريو واضح يتيح لنا وضع استراتيجيات ذكية للمستقبل القادم..فهي بوثقة تنصهر فيها مجموعة من العلوم الانسانية و علم يعتمد على المنطق العقلاني والموضعي و يسعى خلف كشف الحقائق، فدراستها تعتمد على جملة من القوانين الفيزيائية و الرياضية و الطبيعية التي تحتاج إلى توضيف علوم الإحصاء والاحتمال و أساسيات الرياضيات بشكل عام حتى يخرج الباحث برؤية مستقبلية دقيقة جدا،فهي حقل عابر التخصصات يتابع بشكل مستمر جميع الظواهر البشرية خلال الزمان والمكان فهو علم اجتماعي متجاوز للتخصصات يتنوع بتنوع المجتمعات و أيضا موحِد للتخصصات و قد عرّفتها الجمعية الدولية للمستقبلات بأنها:” أوسع من حدود العلم و تتعامل مع مجموعة من المستقبلات في فترات زمنية تتراوح بين خمس سنوات إلى خمسين عاما”.[14] و عرفها آخرون بأنها :”التنبؤ المشروط من منظور احتمالي و علمي نسبي”.[17] كما قال اخرون في تعريفها بأنها :”مجموعة من البحوث والدراسات التي تهدف إلى الكشف عن المشكلات ذات الطبيعة المستقبلية، والعمل على إيجاد حلول عملية لها، كما تهدف إلى تحديد اتجاهات الأحداث وتحليل المتغيرات المتعددة للموقف المستقبلي،والتي يمكن أن يكون لها تأثير على مسار الأحداث في المستقبل”.[16] و أيضا وضعوها تحت تعريف :”تخصص علمي يهتم بصقل البيانات و تحسين العمليات التي على أساسها تتخذ القرارات والسياسات في مختلف مجالات السلوك الإنساني،مثل الأعمال التجارية والحكومية والتعليمية،والغرض من هذا التخصص مساعدة متخذي القرارات أن يختاروا بحكمة من بين المناهج البديلة المتاحة للفعل في زمن معين”.[18]..
فكونها علم حديث و أيضا نظرا لاختلاف المعايير في تصنيف المعارف العلمية لدى كل مجتمع فقد اختلفت معاييرها أيضا من مجتمع لاخر كما تعددت تعاريفها و تنوعت مفاهيمها و أسبغ البعض عليها صبغة علمية في حين آخرون أدرجوها تحت صنف فني،فهي تعتبر علما تعدديا تنوعت تعريفاته كثيرا مما جعل تعريفه الدقيق يلتبس على الباحثين نوعا ما و كذلك تعَسّر تحقيبه زمنيا أو صياغة مقاربات منهجية له مما طرح عائقا في وضعه داخل إطار علمي متماسك تسهل معه دراسة الظواهر الانسانية بسلاسة و يسر..
======
3_التأصيل التاريخي لعلم الدراسات المستقبلية عبر تطوره عبر العصور
و عبر التاريخ الطويل نجد كثيرا من المفكرين و الفلاسفة وضعوا تصورات عن النموذج المثالي للمستقبل القادم ،و صاغوا رؤى فيها الكثير من الجرأة و الخيال و اعتمدوا في ذلك على رموز ثقافتهم التي تتواجد ضمن مجتمعاتهم،و بالعودة الى الماضي البعيد نجد أن أفلاطون طرح رؤية مستقبلية لحاضره آنذاك مرتكزا على قيم العدالة التي تؤسس لنظم دولته الفاضلة و كانت رؤيته من منظور اجتماعي وسياسي وحضاري محض و أيضا مفكرون و فلاسفة آخرون شاركوا في بلورة بعض النظريات المختلفة بهذا الشأن،وبعد قرون عديدة جاء الفيلسوف الإنكليزي( توماس مورفي) حيث ألّف كتابا للمجتمع المستقبلي بعنوان “المدينة الفاضلة يوتوبيا” الذي نشره سنة1516م و تكلم فيه عن رؤاه عن المثالية و قيمها المختلفة من منطلق( اليوتوبيا) وهي جزيرة تعيش في مخيلته تقوم على التسامح و روح التواصل بحيث جعل ملكية الأفراد المشتركة لموارد المجتمع هي المحور الذي ترتكز عليه هذه القيم التي اختلفت كثيرا عن المفاهيم الاجتماعية والسياسية التي كانت سائدة في عصره..
و في 1672م خرج (فرانسيس بيكو) الفيلسوف الفرنسي بكتاب أحدث ضجة كبرى في تلك المرحلة بعنوان (أطلنتس الجديدة) و فيه وضع رؤية جديدة و جريئة و فيها الكثير من الخيال العلمي و تكلم عن مجتمع الكمال و المثالية و عن أوطان مستقبلية أساسها عظمة الانسان وتعتمد كليا على الفرد والتطور العلمي كآليتان قويتان لاستمرارية تقدمه، و قد اعتبر كتابه هذا منهجا للاستشراف العلمي و التفكير المستقبلي و اعتمده الكثير من الكتاب في القرن التاسع عشر كنموذج لاستقراء معطيات المستقبل العلمية و التكنولوجية ..
و في العصر الحديث قام (هربرت جورج ويلز) بتأصيل أسس الدراسات المستقبلية بمفاهيم و معطيات عميقة و يعتبر أيضا استخدم مصطلح (علم المستقبل) في أبحاثه سنة 1902 م، كما أن هناك اعتقاد عند شريحة كبرى بأن ( أوسيب فلختهايم Ossip Flechtheim) هو أول من وضف المصلح السالف الذكر سنة 1943م حيث صنفه ضمن علوم الاجتماع التاريخي على أساس أن علم المستقبل و دراساته يهتم هو أيضا بالناحية التاريخ لكن مع اختلاف بدراسة الأحداث التاريخية احتمالات وقوعها و من زاوية مستقبلية في الغذ القادم..
=========
4_التيارات الفكرية للدراسات المستقبلية
======
5_الدراسات المستقبلية في العلاقات الدولية
و بعد الحرب العالمية الثانية عرف هذا العلم قفزة مهمة حيث خمن علماء ذلك الوقت إلى الدمار الكبير الذي تحدثه الحروب فعمدوا إلى دراسة التغيرات التي تطرأ على العالم في وقتهم الراهن و بناء نظرة مستقبلية لما ستؤول عليها في الغذ القادم معتمدين على معطيات سياسية كون الأحداث السياسية لها أكبر الأثر في خلق الأزمات المفاجئة التي تجر على العالم تهديدات كبرى،و أصبحت هذه الدراسات المستقبلية ذات طابع علمي متقدم جدا و تأطرت بمنهجية متطورة ذات قدرة لتحليل المعطيات تحليلا علميا و رصد كل مؤشرات التغيير التي تحصل و يتمكنوا من توقع الأحداث المستقبلية التي ستطرأ و كانت الولايات المتحدة الأميركية سباقة إلى تطوير هذا العلم خلال الحرب العالمية الثانية و بعد انتهائها أيضا..
ثم نهجت أوروبا نهجهم
======
6_استخدام الدراسات المستقبلية لأغراض عسكرية:
لقد كانت الولايات المتحدة الأمريكية هي الرائدة في توظيف الدراسات المستقبلية لأغراض عسكرية و ذلك عقب نهاية الحرب العالمية الثانية حيث سخرتها في ميادين شتى سواء على المستوى التعليمي أو في قطاع التكنولوجيا و أيضا في القطاعات التجارية و الصناعية مما أدى إلى تزايد عدد الجامعات و مراكز البحوث المهتمة بهذا العلم و استقطبت شريحة كبرى من العلماء و الباحثين و نذكر من أهم المراكز التي كانت رائدة في هذا الميدان جمعية المستقبل العالمية التي تأسست على يد (إدوارد كورنيش) سنة 1966 ____و رابطة المستقبلات الدولية التي أسسها جوفنيل
=====
7_السياسة والاقتصاد في الدراسات المستقبلية:
إن المحللين و الباحثين في العلوم السياسية لهم دور أساسي يكمن في استشراف الاحتمالات المستقبلية التي تُعتمد كأساس لرسم الخريطة المستقبلية لسياسات دولهم الخارجية
=======
8_غياب البناء النظري الممنهج لهذا الحقل المعرفي
ورغم تزايد الاهتمام بهذه الدراسات عالميا و دوليا من طرف الباحثين سواء الاقتصاديين أو الاجتماعيين و السياسيين لازال يشوبها عدة عراقيل على عدة مستويات حيث نجد على المستوى التنظيري جدل كبير بين مختلف الباحثين كما أن النظريات فيها الكثير من الشروخات إضافة إلى الخصاص في التأطير الأكاديمي خصوصا على مستوى الدول النامية و بالنسبة لهذه الاخيرة فإن هذا العلم يعرف تجااهلا كبيرا على كل المستويات لغياب الوعي بأهميتها
========
9_ندرة المؤسسات المتخصصة بالدراسات المستقبلية
======
خاتمة:
إن الدراسات المستقبلية لا زالت تُمارس على نطاق ضيق و آفاق محدودة نظرا لقلة المؤسسات المؤطرة لهذا العلم و أيضا كونها لا تُمارس بشكل فعلي على مستوى الحياة المجتمعية أو القطاعات العمومية الصناعية و غيرها ،فهي شيء أصبح من الضرورات القصوى لتجهيز خطط لما يأتي به المستقبل من مفاجآت و تطورات و هذا لن يتأتى إلا اذا أصبح للمسؤولين وعي كامل بأهميتها القصوى..
بقلم_يوسف القيصر
=====
ينتقد فراد بولاك Fred Polak فلختهايم في مؤلفه تصورات المستقبل أن المستقبل مجهول، فكيف نرسي علما على المجهول.[31] وتسمية “علم المستقبل” تسمية مبالغ فيها، توشك أن توحي بأن المستقبلية تدرك بوضوح غايتها، وقادرة على بلوغ نتائج مضمونة حقا، وهو أمر مخالف للحقيقة.[32]
ويؤكد برتراند دي جوفنال في مؤلفه “فن التكهن” الصادر سنة 1967 أن الدراسة العلمية للمستقبل “فن” من الفنون، ولا يمكن أن تكون علما، بل وينفي دي جوفنال ظهور علم المستقبل. فالمستقبل حسبه ليس عالم اليقين،وإنما عالم الاحتمالات، والمستقبل ليس محددا يقينا، فكيف يكون موضوع علم من العلوم.[33]
طورت فكرة السعيفي البداية في وبعد انتهائها مباشرة. لحق بهم في ما بعد برتراند دو جوفونيل وآخرون في أوروبا، محاولين معالجة الأبعاد الفلسفية والاجتماعية للدراسات المستقبلية، ومؤكدين على أهمية وضع بدائل ممكنة للمستقبل بجانب وضع توقعات مفصَّلة للنتائج البعيدة المدى لأفعال وسياسات معينة. وفي الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية، درس باحثو الدراسات المستقبلية الفرنسيون الأبعادَ السياسية والعلمية من منظور الدراسات المستقبلية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق