الثلاثاء، 18 مايو 2021


  🎓🎓🎓🎓

دراسة في العالم الحداثي الجديد تحت سيطرة قيادات العالم العظمى بعنوان:

العالم اليوم في ضل هيمنة الأنظمة الكبرى بين غياب الضمير الانساني و أزمة الانحلال الأخلاقي و إرساء العولمة كنظام عالمي موحد..🎓🎓🎓🎓

 بقلم_يوسف القيصر_28-02-2021


إن العالم اليوم بقاراته الخمس قد وقع في مأزق حضاري كبير اختل معه توازن القوى بشكل كامل و غير متكافئ خصوصا بين الغرب و الشرق حيث أفرزت هذه المعادلة الصعبة متغيرات و فروقا ضخمة كان لها الأثر الكبير على المشهد الثقافي والاجتماعي و الاقتصادي والسياسي ككل،ففي هذه المرحلة التاريخية الحاسمة و التي يشهد فيها المجتمع الانساني انعطافة كبرى دخل على إثرها إلى دائرة النظام العالمي الجديد أو بما أصبح يسمى بالعالم الحداثي الغربي و الذي جرفه بقوة داخل تياراته الأمبريالية بكل أنساقها ونُظمها،أنظمة تسيطر عليها أقطاب الاقتصاد العالمي الـمُعَوْلم بسياستهم ذات الفكر الليبيرالي الحداثي والقيم الرأسمالية الجشعة التي يغيب عنها جوهر الاخلاق والضمير الانساني النبيل وهذه القوى القيادية الكبرى ما تنفك تمسك زمامه بأصابع من حديد وتفرض عليه سيطرتها المطلقة و الكاملة ..


فهذه القوى الطاغية إن صح التعبير أصبحت سياساتها الوحيدة في هذه المرحلة هو ضرب التجارب الوطنية و الاقتصادية للدول النامية و استنزاف كل طاقاتها الحيوية باستمرار مستخدمة في ذلك آليات كبرى من تكنلوجيا و أنظمة الحداثة المتطورة بحيث تغيَّرَ ذلك المفهوم القديم بخصوص أن العالم أصبح قرية صغيرة لتعارف الشعوب بل تحول في ضل الرأسمالية الحداثية إلى قرية كبرى لترويج سلع الامبراطوريات الامبريالية وسحق اقتصاديات شعوب العالم الثالث و سلب خيراتها و مواردها ..و عمدت لذلك إلى إرساء عدة نُظم عملاقة من شأنها تغيير بنية المنظومة العالمية ككل بحيث تسعى إلى  تغيير جذري في أنظمة الاوطان وهيكلة مجتمعاتها من جديد ونخص بالذكر هنا المجتمعات العربية والاسلامية وسيشمل التغيير ثلاث بنيات جوهرية هي أساس كل مجتمع  تحاول خلاله الامبراطوريات الغربية أن تهدم أنظمتهم التشريعية و الاجتماعية والاقتصادية وتعويضها على التوالي بالديموقراطية و الليبريالية و الرأسمالية حتى تصبح نسخة طبق الأصل منها..


فهذه الأطماع الغربية اللامتناهية تزداد كل يوم طمعا و جشعا ولعلنا نرى كيف مهَّد أباطرة العولمة لهذه الخطة الشيطانية بصبر و أناة و رأينا كيف أن المجتعات اليوم في المشهد العالمي الجديد أصبحت مختلفة بشكل كبير جدا عن تلك التي كنا نعرفها بالأمس و التي تميزت ببساطتها وسذاجتها ،فقد شهدت الكرة الارضية في هذه المرحلة بالذات متغيرات شتى غيرت خريطة الشعوب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية كليا،حيث عملت على تفكيك إيدولوجيتها بالتدريج وحولتها إلى إيدولوجية الحداثة وعصر الانترنت الرهيب وألبستها حلة عصرٍ يهيمن عليه نظامَي العولمة و التكنلوجيا بالدرجة الأولى،و هاذين النظامين بدورهما تسيطر عليهما عقول لأنظمة قيادية كبرى تمسك كل أطراف العالم بأصابعها و تسيرها كألعاب الدمى..


و هذا بلا شك صيرورة لاتساع رقعة العولمة الحداثية بحيث لم يعد أي بلد على وجه البسيطة بمنأى عن موجة الحداثة و التطور التكنلوجي الرهيب أشياء كان لها حسنات في باديء الأمر إلا أنه سرعان ما تبين أن هناك ثغرة كبيرة و خلل أكبر في هذه المعادلة القارية،فنتيجة لسيطرة أنظمة قيادية عظمى على نظام العولمة ككل بأسواقه الحيوية وسيطرتهم على سوق التكنلوجيا العالمي الذي يعد من أهم التجارات العالمية حيث أصبحت محتكرة له بحكم تفوقها العلمي و كونها الرائدة فيه منذ زمن طويل أشياء جعلتها تفرض سلعها بشروطها وقوانينها دون اعتبار للفروق الشاسعة بينها وبين الدول الصغرى التي أصبحت ترزح تحت عبء تجارة تستنزف الكثير من مواردها الهامة شيء غير من هيكلة البنية الاقتصادية بشكل جذري و أثّر على مجريات الاقتصاد العالمي أسباب كلها أدت إلى حدوث هوة عميقة زادت اتساعا بشكل كبير بين مختلف المعسكرات عن العمق الأول الذي كانت عليه قبل الحداثة..


و كل هذه التداعيات جاءت نتيجة أولى لانعدام عنصر هام في هذه المعادلة كلها ألا وهو الضمير الانساني بالدرجة الأولى و غياب عامل الاخلاق بالدرجة الثانية ،عاملان بلا شك هما أساس كل منظومة سليمة ، فعندما حذفوا هذين العاملين الجوهريين من هذه المعادلة الكبرى حدث خلل كبير فيها أدى ثمنه الباهظ الطرف الأضعف في هذه المعادلة غير المتكافئة و الذي يتمثل هنا في الدول النامية التي أصبحت لقمة سهلة في فم وحوش الرأسمالية الحداثية..


حررت بقلم\يوسف القيصر بتاريخ_28-02-2021و وثقت بتاريخ 03-03-2021 برابطة القيصر للمبدعين العرب للنشر و التوثيق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق