الثلاثاء، 13 أبريل 2021

البحث الأكاديمي(الهوية و اللغة)

٢- القسم الأول:

المبحث الأول:قراءة في الهوية بعنوان:

الهوية هي شِفرة فرد و جماعة معينة و مجموعة سمات وخصائص سلوكية و أنماط من ثقافة و قيم لا تتغير تميز الفرد الواحد داخل هذه الجماعة و ميزات أخرى تشركه معهم و تتبلور كلها لتصنع هوية المجتمع ككل..

بقلم يوسف القيصر_20-03-2021

لقد أثبتث كثير من الدراسات السوسيولوجية أن أفراد الأمة الواحدة تجمعهم نفس الخصائص الثقافية و الاجتماعية والتاريخية و النفسية أيضا والتي تنصهر كلها بداخل ذواتهم وتكوِّن البنى الاساسية لهوياتهم و بالتالي تأسس بنية هوية مجتمع الأمة ككل وهي لا تتحقق الا في مجال الاتصال مـع الاخرين ،و تتجسد في أربعة معايير أساسية الامة و الجماعة و الدولة و القومية ، و هي كتعريف لها عبارة عن مجموعة  سِمات تميز الشخص عن الاخر و سمات أخرى تشركه مع الاخر و هذه الميزة الاخيرة هي التي تبلور لهويته الجماعية، و لقد انتشر مصطلح الهوية في المنطقة العربية بقوة منذ ستينات القرن الماضي نتيجة اهتمام البـاحثين الغربيـين بـدراسة أحـوال مجـتمعاتنا والبحث حولها وقد عُرِّفت الهُوية بتعاريف شتى لعل أهمها ذلك التعريف الذي يصفها بأنها مظهر للوعي الفكري الخارجي و هو الشكل الخارجي لوعي الانسان الذي يحدد انتماءنا الثقافي و الحضاري،ومن منظور فلسفي فقد وصفها أرسطو عندما أَسس ُسس المنطق بما معناه(أن لكل شيء خصائص ثابتة تبقى خلال التغيير)..

فهي تبقى مجموعة من الخصائص التي تبلورها بداخلنا عدد من الرموز و المفاهيم والرؤى المنبثقة من التراكمات الثقافية المتنوعة وتساعدنا في انجاز عدد من الاهداف وتحقيق الوجود و التواصل في المجتمع وقبل الاسترسال في توضيح احداثيات الموضوع يجب أن أوضح لبسا أو خطأ يقع فيه الكثيرون بخصوص تشكيل المصطلح فالهَوية بفـتح الهاء ليست هي الهُوية بضمها فالاولى بالفتح معناها بئر شديدة العمق وبعيدة القعر أما بضم الهاء فهي مربط فرسنا و ترمز عموما للخصوصية و التميز  وللتفوق والتفرد أيضا واقتُبست من (هو)..أما تعاريفها فقد تعددت وسأسوق لكم هنا تعريفا بالمعجم الوسيط الصادر عن مجمع اللغة العربية حيث يقول(بأن الهوية هي حقيقة الشيء أو الشخص الذي تميزه عن غيره) في حين يفسرها البريطانيون بأنها (تَماثل المقومات أو الصفات الاساسية في حالات مختلفة وظروف متباينة و بذلك تشـير الى الـشكل التجميعي او الكل المركب لمجموعة من الصفات التي تكوِّن الحقيقة الموضعية لشيء ما ،والتي بولسطتها يمكن معرفة هذا الشيء و غيره على وجه التحديد)*2

و قد عرّفها أيضا ابراهيم الفقي بقوله (أنها مجموعة من السمات الثقافية التي تتصف بها جماعة من الناس في فترة معينة و التي تولد الاحساس لدى الافراد بالانتماء لشعب معين و الارتباط بوطن معين و التعـبير عن مشاعر الاـعتزاز و الفخر بالشعب الذي ينتمي اليه هؤلاء الافراد)،كما أن اليونيسكو خرجت بمفهوم اخر وقالت بهذا الصدد(الهوية الثقافية تعني أولا أننا أفراد ننتمي لجماعة لغوية محلية أو اقليمية أو وطنية بما لها من قيم أخلاقية و جمالية تميزها ويتضمن ذلك الاسلوب الذي نستوعب به تاريخ الجماعة و تقاليدها و عاداتها و أسلوب حياتها..)

و هذا و رغم اختلاف التعابير بين كل هذه المفاهيم فكلها تـصب في مـعنى واحـد وهو المعنى الاساسي والجوهري و أن الهوية هي شفرة الأفراد و الشعوب وبصمتهم التي تبلور لجوهرهم و وعيهم الفكري و الثقافي و الذي يميزهم عن الاخرين..

_القيصر_



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق