✍️✍دراسة في السياسات و المقاربات الأروبية بخصوص المجتمعات المسلمة بعنوان:
مناوأة الاحكام التعميمية لتواجد المسلم بالديار الغربية أسباب كبرى لترسيخ جذور التباعد العرقي و الديني و عامل أكبر لإجهاض سبل التعايش السلمي داخل قيم المحبة و السلام:✍️✍
بقلم يوسف القيصر_بتاريخ20-01-2021
إن تواجد المسلم بالديار الغربية موضوع ضخم جدا لما له من بعد اجتماعي و قاري ويغطي الكرة الأرضية جمعاء و يطرح دائما تساؤلات عدة كونه يتعمق في عمق التاريخ الإنساني بجذور تغوص بفكر الرجل الغربي تسقيها مياه راكدة و فاسدة و أيضا لأنه بوثقة تنصهر فيها تيارات سياسية و مرجعيات فكرية و خلفيات عنصرية متعددة..
فقضية المسلم في المشهد الاروبي قضية ضخمة تفرض نفسها على المستوى العالمي و الوطني لما لها من أبعاد دولية متشعبة و تأخذ حيزا هاما من اهتمام المفكرين و السياسين وشريحة مهمة من الاعلاميين ،و منذ عقود والمسلم يعرف إكراهات شتى تعيق اندماجه وتخلق له إعاقات مجتمعية كبرى نتيجة مباشرة للعائق الايدلوجي المرتبط بالمرجعية الدينية و الفكرية و أيضا نتيجة التباين بين العرقين عقائديا و فكريا و ثقافيا الشيء الذي يشعل دائما فتيل التوتر العرقي و الطائفي إلى جانب متغيرات أخرى تتمثل في عوائق اجتماعية محضة نظرا لاختلاف المجتمعات الاصلية لكل من الغرب و الشرق من عادات و تقاليد و لغة و أيضا عوائق تطرحها الاوضاع الاقتصادية هناك..
فقضية الاسلام بأروبا قضية جدلية و عميقة الجذور و بالمرور مباشرة الى عنوان َمقالتي حول السياسات و المقاربات الأروبية بخصوص المجتمعات المسلمة فنجد أن أزمة المسلم المقيم بالمهجر قد تعمّقت بشكل كبير نتيجة وجود تيارات سياسية لا تساعد في ترسيخ قيم المواطنة والحوار بقدر ما تساعد في توسيع الهوة بين المسلم و نظيره الأروبي واحتدام الصراع بينهما ..فأكثر الباحثين بهذا الصدد قد أجمعوا على مناوأة الأحكام التعميمية بخصوص تواجد المسلم بأروبا و أغلب التيارات السياسية والحركات الدينية والفكرية تتقارب أفكارها حول المسلم بأروبا أفكار نجد ضمنها أشياء سلبية كثيرة تضر بالفئة المسلمة و تعتمد على تفكير نمطي بدون مبررات حقيقية نتيجة موروث ثقافي له خصائص ذات طابع تغلب عليه مرجعية فكرية عقيمة ترفض تقبُّل المسلم و احتضانه،و نذكر على سبيل المثال اليمين المتطرف الذي يشكك دائما في ملائمة الإسلام مع الديموقراطية بالمجتمعات الغربية و أيضا معارضة الأغلبية الاروبية للحجاب بشكل مستمر و غير ذلك من مظاهر الاحتراب و التهميش فالغرب رغم ما يعيشه من انفتاح اجتماعي و ثقافي و الحداثة التي وصل اليها و التي تدعو الى تحطيم كل الفروقات العرقية و التعايش السلمي مع كل الطوائف العقائدية فهي حداثة مقنَّعة ولا زال متمسكا بعنصريته المريضة و تشدده العرقي و أيضا لا زال يرزح تحت وطأة موروثات عقائدية و امتداد لمرجعية عرقية غير عقلانية أشياء متراكمة منذ أمد بعيد و هذه التيارات السياسية و التي تغذيها مطامع شتى و تحركها عقول مريضة لها مصلحة في إقصاء المسلم و تهميشه و هي توظف الدين بطريقة خبيثة حتى تزيد من نمطية فكر الغربيين و تزداد الهوة اتساعا بين الاروبي و المسلم..
و تبقى التيارات الغربية بكل أنواعها لا تساعد المسلم على كسر الموانع التي تعرقل تواجده و تحرمه من قيمه الانسانية و على رأس هذه التيارات كما ذكرت التيار السياسي الذي يوظف الرموز العقائدية لتغيير المفاهيم حتى تلائم أهواءه لخدمة أغراضه الشخصية و ترك الهوة تزداد عمقا..
محررة بتاريخ20-01-2021و موثقة برابطة القيصر للمبدعين العرب في 24-01-2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق