رؤية في ظاهرة الضغط الاجتماعي بعنوان:
اختلاف الايدولوجيات و المرجعيات وتنوع الطبقات لمختلف شرائح المجتمع
تتضافر معه عوامل التعب والاجهاد و الارهاق مما ينتج عنه حراك اجتماعي
كثيف غير منسجم تبرز معه عدة ظروف و عوامل فسيولوجية و تـخلق بـما
يسمى بالضغط الاجتماعي..
بقلم القيصر_25_09_2021
كثيرة هي العوامل التي تتدخل في رسم و صياغة مشهد يوم كامل من أيام العمل
أوالدراسة و غيرها من الأسباب و الظروف التي تخلق حراكا بشريا كثيفا داخل
المجتمع ... و هذا الحراك الاجتماعي تحركه أنظمة شتى منها ما هو اقتصادي
و تجاري و سياسي و التي تسير كلها وفق غايات و أهداف و مصالح..
و وسط هذا الحراك الذي تحركه قوة بشرية هائلة و شريحة كبرى من جميع
شرائح المجتمع ومن مختلف طبقاته تتباين ايدولوجياتهم ومرجعياتهم وأيضا
تختلف عقولهم و تتنوع سلوكياتهم ،و نتيجة لهذه الاختلافات بينهم إضافة إلى
تصادم المصالح وتشابك المصالح يتضافر معها تعب اليوم وما يترتب عنه من
إرهاق و إجهاد يؤديان إلى تأثيرات فسيولوجـية تـؤثر على هـرمونات الجسم
المختلفة مما يؤدي إلى نقص في كثير من وظائفه كما تتـضافر معه العوامل
الخارجية ليصبح محيطا مثاليا لتبرزعلى السطح الكثير من أشكال التصادمات
و التشاحنات سواء النفسية منها أو أو المباشـرة و غيرها و هـنا سأتكـلم من
المنظور النفسي لأن العامل النفسي هـو المرتكز الأول الذي يصـنع مجموعة
من الملابسات و الظروف غير الملائمة التي تخلق لنا في محيطنا بما يسمى
الضغوط الاجتماعية والتي هي عبارة عن تفاعلات بيئية شتى يُحدثها عامل
خارجي الذي يثير بدواخلنا شيئا من القلق أو الغضب أو الاستياء و غيرها
من المشاعر السلبية التي تُحدث متغيرات شتى داخل أجسامنا سواء على
المستوى الكيميائي أو الفيزيائي لبلورة جملة من التغيرات النفسية على
مختلف آليات الجسم الداخلية التي تعمل على خفض معدلاته و مؤشراته
الوظيفية و التأثير بشكل كبيرعلى الكفاءة الانتاجية للفرد ..
فهذه الضغوط الاجتماعية هو شيء لا مفر منه لأنه من قوانين الحراكات
الاجتماعية على مستوى العالم ككل و كثيرة هي تعاريفها و سأسوق لكم
تعريفا وضعه العالم لازاروس حيث قال بهذا الصدد : "بأنها مجموعة
من المثيرات التي تصيب الفرد، ومحصّلة الاستجابات المترتّبة عليها،
بالإضافة إلى مستوى الخطر الذي يقوم الفرد بوضعه وتقديره للمثير،
والأساليب والاستراتيجيات التي تساعد على عملية التكيف مع كافة
أشكال الضغوط، والطرق الدفاعية النفسية التي تستدعي استخدامها
في الظروف المختلفة"المصدر.
كما عرفها دورمان وزابف (2004) بأنها "فئة من الخصائص، أو
المواقف، أو الأحداث، أو السلوكيات المرتبطة بالسلوك النفسي أو
البدني والتي هي ذات طابع اجتماعي بشكل ما"المصدر.
و أحيانا هذه الضغوط الاجتماعية تفوق كل المستويات مما ينعكس
على مشهد المجتمع ككل فنرى فيه سلوكيات غريبة و شاذة و أفعال
وقحة وبغيضة و ردود أفعال تخلق كلها فوضى اجتماعية و الكثير
من الشغب ، أما على مستوى المضاعفـات فعــندما تكون هـذه
الضغوط بشكل قوي و مستمر و دائم فإن تراكمها يوما بعد يوم
يخلق آثارا سلبية كبرى على المستوى البعيد خصوصا على أفكار
و سلوكيات أشخاص معينين بحيث تنخفض معدلات تكيفهم مع
العامل المثير المسـبب للضغظ إلى درجة كبيرة مـما ينجـم عنه
اضطرابات نفسية غيرعادية ينتج عنها اكتئابات قوية أدت في
بعض البلدان الى حالات خطيرة من حـالات الانـتحار و هذه
ارقام من دراسة تفيد الموضوع استقيتها من مصدرها وتقول
"طلبت إحدى الدراسات المستقبلية على مدى
خمسمائة موظف فنلندي إذا كانت لديهم "صعوبات كبيرة مع
زملاء العمل / رؤساء / المرؤوس خلال ال 6 أشهر الماضية،
5 سنوات، في وقت سابق، أو أبدا". ثم جمعت معلومات عن
حالات الانتحار والعلاج في المستشفيات بسبب الذهان والسلوك
الانتحاري و التسمم بالكحول و الأعراض الاكتئابية و الأدوية
للاضطرابات النفسية المزمنة من السجلات الوطنية للوفيات
و المراضة. أولئك الذين عانوا من نزاع في مكان العمل مع
زملاء العمل أو المشرفين في السنوات الخمس الأخيرة كانوا
أكثر عرضة للإصابة بحالة نفسية . أشارت الأبحاث التي
أجريت على مجتمع LGB إلى أن الأشخاص الذين يعثرون
على أنهم LGB يعانون بشكل أكبر من اضطرابات الصحة
العقلية ، مثل تعاطي المخدرات و الاضطرابات المزاجية،
بالمقارنة مع أولئك الذين يصفونهم بأنهم متباينين جنسيًا.
يستنتج الباحثون أن الخطر الأكبر الذي يواجهه ال (LGB)
لمشاكل الصحة العقلية ينبع من بيئاتهم الاجتماعية المجهدة.
يمكن أن تواجه مجموعات الأقليات مستويات عالية من
الوصمة ، و التحيز، والتمييز على أساس منتظم ، مما
يؤدي بالتالي إلى تطوير مختلف اضطرابات الصحة
العقلية."المصدر.
و إضافة إلى هذه الأسباب فإن كثيرالامن الدراسات
و الأبحاث قد ربطت بين مؤثرات الضغط الاجتماعيو بين بعض
الأمراض الخطيرة بحيث أنه ثبت عند بعض الأشخاص من خلال
تجارب طبية أن الضغوطات اليومية الكثيرة تؤثر على المدى
البعيد و تعطل نظاما حيويا في الغدة النخامية و تصبح معه
أجسام عرضة لأمراض خطيرة شتى مثل " السكري والسرطان
وأمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم"..
و هذا الضغط الاجتماعي ترتفع آثاره بالنسبة للأشخاص
الذي يتواجدون بكثرة داخل حراك المجتمع و تنخفض على
مستوى الاشخاص الاقل تواصلا ..
بقلم_القيصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق