دراسة في مسطرة القانون بعنوان:
هل تؤدي القوانين الصارمة إلى مجتمع يحضى بالأمن و الاستقرار أم إلى مزيد من الجرائم؟
بقلم_القيصر_بتاريخ02-11-2020
لقد شُرِّعت القوانين منذ الأزل لتنظيم حياة المجتمعات و تشريع مجموعة من الظوابط الاخلاقية والمساطر الزجرية لكي يستقيم الفرد و تستقيم بالتالي البنية المجتمعية ككل..فهو ينظم العلاقات بين الافراد و بين الجماعات بوضع الحدود و الشروط حتى تسير المعاملات بشكل سليم و سلس دون تجاوزات أو ظلم أحد الاطراف للآخر هذا طبعا إذا كان القانون غير فاسد..و أيضا هو نظام يكفل للفرد أن يعيش آمنا على نفسه و أهله و ماله و يستطيع بالتالي التفاعل داخل محيطه بشكل إيجابي و بنفسية تحفزه للبذل و العطاء فيرتقي بمجتمعه و يسير به الى الازدهار..
فهو داعمة أساسية لكل مجتمع للرفع به وتطويره في جو بعيد عن الهمجية و اللاأخلاقية و يكفل للجميع التعامل بأسلوب متمدن وحضاري حتى ترتقي الأمة فكريا و أخلاقيا و يقوم بتقنين و تنظيم جميع المجالات و يسري على جمع الطبقات بعدل و سواسية فهو يضع لوائحا يسِنّ فيها قوانينا لجميع الميادين من وظيفة وتعليم و صحة وضريبة و غيرها و لا يُستثنى من هذا المجالين السياسي والعسكري..
و قد كان هدف السلطة التشريعية دائما هو خلق مجتمع ينأى عن كل أنواع الظلم والفساد فنهجَت من أجل ذلك قوانينا صارمة تضمن لكل فرد حقه و أحدثت لوائحا من شأنها معاقبة كل مخالف..
فالقوانين مهما كانت صارمة فهي ناجعة اذا كانت ديموقراطية و بعيدة عن كل انواع التميز العنصري او العقائدي و في يد مشرعين أمناء و نبلاء و أيضا الخلل في هذه القوانين يؤدي حتما الى خلل فظيع في منظومة المجتمع ككل و الناتج الاكبر فوضى عارمة و شارع يصبح أشبه بغابة يأكل فيها القوي الظعيف..
فنجاعة القوانين و صرامتها و أيضا سلامتها هو ما يميز أمة عن أخرى،و كذلك فالأعطاب في منظومة القانون من شأنها إحداث خلل في المساطر الموضوعة و أهم الاعطاب هنا هو عنصر الفساد الذي يجعل المساطر حبرا على ورق ..الشيء الذي يجعل منظومة المجتمع كاملة هشة و ضعيفة ..
فالقانون مهما كان صارما فهو يخدم الصالح العام لكن صرامته يجب أن تكون موافقة للمعايير الديموقراطية و لا تخالف الفطرة السليمة و الضمير الانساني..فأحيانا قد تؤدي القوانين الصارمة الى رد فعل غير مُتوقّع لدى شريحة معينة لكن هذه اشياء يمكن تجاوزها مع الوقت حتى يتعود عليها المعارضون و تصبح مرنة و مقبولة،فهي مهما كانت صارمة مع عدم منافاتها للفطرة البشرية و حقوق الانسان و كرامته ستكون يقينا مجدية و رائعة ولا يصح الا الصحيح ..
و أخيرا فالقانون يبقى شيئا جميلا و لو كان صارما شريطة أن يكون جوهره الانسانية و روحه العدالة و المساواة..
بقلم_القيصر_محررة بتاريخ02-11-2020و موثقة برابطة القيصر للمبدعين العرب في 19-01-2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق