الثلاثاء، 28 سبتمبر 2021


رؤية في المرتكزات الأساسية للعملية التربوية بعنوان:

تعتبر المرتكزات الثلاث المتمثلة في التكوين المعرفي والتأطير النفسي

والتربية الوجدانية من أهم أسس نجاح العملية التربوية والتعليمية للناشئة

وبناء شخصيتهم وفق سلوكيات سليمة تنأى بهم عن كل شذوذ وانحراف..

بقلم  القيصر_14_09_2021


كثيرة هي المعوقات وعوامل الخلل في مخـتلف نظم المؤسسة التعـليـمية بالدول

 النامية و هنا سأتكلم عـن جانب آخر مهـمش بصفة تامـة في العمـلية التربـوية

ككل بحيث نجد أن التعليم يركز على تكوين التلميذ فكريا ومعرفيا و ينسى بشكل

تام تـكوينه عـلى المستوى النفسي و الوجداني..

فالتلميذ في هذه السن الحساسـة و المهمة من عـمره يكون في المراحـل  الأولى

من مراحل تكوين شخصيته وهي مرحلة البناء..البناء لوعـيه المعرفي  و البناء

 لقدراته ومهاراته كجزء من مرحلة أخرى تتمثل في تأسيس كيانه داخل محيطه

و مجتمعه، وعندما يتم تزويده بمكتسبات معرفية فقط  فهذا شيء خطأ و البناء

سيكون بناء هشا لأن مواد البناء ليست كاملة ومن أهمها شيئان أساسيان لكي

يكون هذا البناء قويا ومتينا أولها التكوين النفسي الذي يساعد على تعزيز عدة

وظائف بشخصيته من شأنها إحداث توازن واستقرارعلى المستوى السيكولوجي

و العامل الثاني يتمثل في التربية الوجدانـية التي تساعـده عـلى تنمية مـشاعره

و أحاسيسه بحيث تلعـب دورا كبيرا في الاختزال بـداخله عـوارض شاذة مـثـل

العدوانية و حب الأذى و غيرها من السمات السلبية..

و عندما يفقد الاستقرار الوجداني بجانب الاستقرار النفسي المفـقود لديه ففي

هذه الحالة ستتظافر عليه العوارض  جميعها  و تظهر عـلى سلوكـياته مظاهر

شاذة و يصبح في محيطه  و مدرسته منحرفا و عدوانيا أشياء ستحطم  يقينا

مسيرته التعليمية من بدايتها و لو كان متفوقا في دراسته..

فهذان العاملان النفسي و الوجداني لا يقلان أهمية عـن عامـلي التربية  والتعليم

وعندما يرتكز تعليم الناشئة على مرتكزات ناقصة فإن المتعـلم ستـعترضه عـدة

 عوائق ومطبات لن يتمكن من اجتيازها وستعجزه بشكل كبير أوبشكل  تام عـن

 تحـقيق  أهدافه و قـد تضيع معها كل مكـتسباته المعرفـية عـندما ينحرف وهـذا

نراه كثيرا في مظاهر الانحراف الكثيرة لدى شريحة كبرى من المتعلمين الذين

يغلب على أخلاقهم الانحلال  و يتصرفون بسلوكيات منحرفة و شاذة..

وهذا النقص في العملية التربوية لدى الناشئة تقويـمه لا  يقتصر على المؤسسة

التعليمية فقط بل يبدأ بمنزل المتعلم لأن هناك يجب أن يسعى والداه لدعمه نفسيا

و إثرائه عاطفيا حتى يحصل لديه توازن في العامل النفسي والوجداني ويأتي دور

المدرسة كعامل ثان يعزز هاذين العامليـن بجانب تـزويده بالمعرفة أشياء يـقـينا

 ستخلق لنا أجيالا واعدة ومتعلمة ذات سلوك قويم ورشيد ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق