قيصر_أكاديمي_موقع البحوث والدراسات الأكاديمية ليوسف القيصر

 قراءة في آليات تنمية المجتمعات بعنوان:

العمل على تطوير الفكر والعقول و رعاية الصحة والاجسام أهم العوامل لصناعة شباب كفؤ يدير عجلة الاقتصاد الوطني بقوة و مهنية و خلق تنمية مستدامة ترقى لمستوى التطلعات..

بقلم_يوسف القيصر_04-2021

إن تطور أي مجتمع لا يتأتى بشكل صحيح إلا إذا ارتكز على أسس قوية و سليمة تكفل

له قوة واستمرارية و تنمية مستدامة رشيدة،و هذه الأسس تتمثل في نُظـمه العـديدة التي

تكوِّن هيكله العام و تعد فروعا كبرى تتسق مع بعضها و تـعمـل على تدوير عجـلة هـذا

المجتمع بالكثير من الانتاج و العطاء و تحقق له الرقي و النجاح و مكانة متميزة و كبرى..

فكل منظومة مجتمعية في هيكلها العام لا تخلو من قطاع تجارة و صناعة و ثقافة و أيضا

قطاعي القضاء والسياسة و نجد على رأسهم قطاع التعليم و مؤسسة الصحة ويعتبر هذين

 القطاعين الأخيرين بالاضافة للقطاع الاقتصادي الدعائم الكبرى لكل مجتمع و أمـة و أي

خلل فيهما ينعكس بشدة على كل القطاعات الاخرى الشيء الذي يعرقلها و يختل المجتمع

 بشكل كبير..

فعندما نتكلم عن التعليم فهو مؤسسة بناء الفكر و منارة العقول و بالعلم وحده ترتقي الأمم ،

 فإذا توفرت في المنظومة التعليمية معايير سليمة فإنها ستكون بخير قوية و متينة الاساس

 شريطة أن يسهر عليها أطر ذوي خبرة وكفاءة و يخصص لها اهتمام متواصل و دائم،فإذا

 تحققت لها هذه المعايير فهي بلا شك ستقوم بدورها على أكمل وجه و تصنع لنا عــقـولا

مضيئة و شبابا ذو فكر وثقافة وابداع يسير بالأمة قدما إلى الأمام و يجعلها تتطور و ترتقي

إلى قمة الهرم الحضاري ، و عندما يحدث العكس و يتهمش التعليم فإنها يقـينا طامة كبرى

 وحدث جلل،فعندها سيتبلد شباب الأمة و يعجز عن العطاء بشكل تام و يصبح الوطن يعتمد

 على عقول أجنبية بأثمنة باهضة و بقدر قليل من الانتاج..

و أيضا فنفس الشيء بالنسبة لمؤسسة الصحة فإذا كان التعليم يبني العقول فالصحة هي التي

 تسهر على سلامة هذه العقول و صحتها،فهذا القطاع مهم بدرجة كبيرة جدا لأن الصحة شيء

 لا غنى عنه في أي مجتمع وعندما يكون هذا القطاع مجهز بشكل جيد و بمعايير سليمة و

 تحت قيادات أمينة تسهر على تسييره بشكل صحيح و بضمير مهني فإنه يصبح دعامة قوية

 ترتكز عليها بنى المجتمع كلها..

 فما من دولة تريد تنمية مستدامة حقيقية إلا و اهتمت بهذين القطاعين و عندما يصيب خلل

 مؤسسة الصحة أو مؤسسة التعليم فإن تداعيات هذا الخلل تكون كبيرة جدا و تنعكس بقوة

على كل القطاعات ، فالاهـتمام بهم يعتبر من الاولويات الكبرى التي تكفل للوطن التنـمـية

 المستدامة الناجحة بمزيد من التطور و الرقي و الازدهار.. 

بقلم_يوسف القيصر_