الجزء الرابع من أكبر و أضخم بحث أكاديمي على مستوى الوطن العربي
حول منظومة التعليم بدول العالم الثالث
المبحث الثالث عشر
القسم الأول
{أهمية الشراكة بين المجتمع المدني و قطاع الدولة في تطوير النظام التربوي}
يلعب المجتمع المدني دورا فاعلا في تطوير التعليم و تحسين أداء آلياته و قـد كان
لنخبة من الأشخاص حول العالم دور في تحسين التعليم ببلادهم رغم أنهم لا ينتمون
لمنظومة التعليم و نقتبس هنا مثلا عن ( لي كوان يو ) مؤسس سنغافورة الحديثة
حيث يقول: «أنا لم أقم بمعجزة في سنغافورة ، أنا فقط قمت بواجبي نحو وطني ،
فخصصت موارد الدولة للتعليم، وغيرت مكانة المعلمين من طبقة يائسة إلى أرقى
طبقة في سنغافورة، فالمعلم هو من صنع المعجزة ، هو من أنتج جيلا متواضعا،
يحب العلم والأخلاق، بعد أن كنا شعبا يبصق ويشتم بعضه في الشوارع»المصدر..
و كل التصورات الجديدة حول التعليم توحدت حول أهمية الشراكات في الرفع من
مستوى التعليم بين مختلف طاقات المجتمع من منظمات المجتمعية و مؤسسات
خاصة من أجل تحقيق تنمية تعليمية واعدة وقد ظهر هذا التعريف أول مرة في دولة
اليابان خلال ثمانينيات القرن الماضي ومنه انتقل إلى دول أخرى مثل أروبا وأمريكا
في مجال المقاولات أما مفهوم الشراكات بين التعليم و القطاعات الاخرى فقد عرفه
(ديفز Davies_2000) عندما أشار إلى أن "العلاقة القائمة بين المدارس والأسر
والمؤسسات والهيئات المجتمعية على اختلاف أشكالها تشكّل مجموعة من مجالات
التأثير المتداخلة، وهي تمثل الوحدات الاجتماعية الأساسية الأكثر فاعلية "أ_م9
*المصدر.
وحسب نفس الموقع فقد ذكر أحد الباحثين أن هذه الشراكة تكون"بين المؤسسات
إحصاء وملاحظة المشاكل المشتركة وتشخيص أهمية النشاط المشترك و تحديد
مهام محددة في الزمان وتوزيع المسؤولية و تخطيط مجالات التدخل بالنسبة لكل
طرف وكذلك أساليب ضبط الإنجازات وتقويم النتائج حسب المعاييرالمتفق عليها
والمقبولة من كل الأطراف".أ_م10*المصدر.
و أيضا أذكر هنا ما قاله (جاك شيراك الرئيس الفرنسي الاسبق) عندما زارالمغرب
حيث قال آنذاك بأنه يريد أن تعقد فرنسا مع المغرب"شراكة بيداغوجية حقيقية بين
المؤسسات التعليمية المغربية و مثيلاتها التابعة للبعثة الثقافية الفرنسية. و العمل
على تطوير،في الوقت ذاته ، قنوات دولية في نظام التعليم بالمغرب "نفس المصدر السابق.
داخل مبدأ التعاون الفكري و الثقافي ..
فهذه الشراكة بين مؤسسات الوطن المختلفة تحت شعار التعاون الجاد و المصداقية
و المعايير الأخلاقية هي شراكة تحقق تنمية بيداغوجية للتعليم مما يسهم في نقله
نقلة كبيرة و مهمة..
***************************************
القسم الثاني
{رفع المستوى الاجتماعي للأطر التعليمية و اخضاعهم لتدريبات دورية عامل
مهم للتحسين من النظام التعليمي}
إن رفع المستوى الاجتماعي للأطر التعليمية من الضروريات الملحة لتطوير هذا
القطاع الحساس لامفر منه لإصلاح التعليم وذلك لأن هذه الأطر هي الآلية الأولى
والأساسية في عملية التنمية التعليمية ككل وإذا صلُحت فالباقي أيسر،وهذا الرفع
يكون على مستويين الأول الرفع من الحالة الاجتماعية للمعلمين و التربويين لأنه
في كثير من الدول النامية نجد أن ضعف المستوى الاجتماعي للمعلم يجعله يعاني
هشاشة تضطره للبحث عن موارد رزق أخرى الشيء الذي يمنعه من التركيز في
مهنة التدريس بشكل صحيح..
والمستوى الثاني يكون بتأهيل المدرس بمجموعة من الدورات التدريبية الدورية
حتى يحسن من ثقافته و يتعرف على طرق تعليمية متطورة و جديدة عبرالتجارب
الناجحة مما يتيح له تجديد قدراته و إضافة خبرات جديدة إلى خبراته تمكنه من
التعاطي مع الطلبة بطريقة حديثة و متطورة تؤتي ثمارها بشكل سريع و فعال..
و عندما يتـحسن المعلم على هاذين المستويين الاجـتماعي و المعرفي فإنه يقينا
سيصبح قنبلة عطاء للأجيال و يستطيع في ظرف وجيزة من تأهيل طلبة قادرين
على التكيف مع كل الظروف بعقول منفتحة على آفاق واسعة..
***************************************
القسم الثالث
{النقص في مدخلات النظام التعليمي التي يكتسبها التلميذ و تردي مستويات الجودة التعليمية سببان جوهريان ينعكسان على مخرجات العملية التعليمية ككل}
إن النقص في مدخلات النظام التعليمي تعد من أهم الأسباب التي تعـيـق نموه
و هذه المدخلات هي التي تصنع النظام التعليمي وعندما تصبح ذات جـودة سيئة
فإنها تنعكس سلبا و بقوة على جودة التعليم ككل و كمعادلة واضحة فإن مدخلات
المؤسسة التعليمية ينعكس مباشرة على مخرجاتها وهنا سأتكلم عن شق فرعي
من المدخلات و سأركز على العنصر موضوع الاستثمار التعليمي و هو الطالب
و الذي يعتبر هو أساس العملية التعليمية ككل..
فمن أهم هذه المدخلات التي تخص التلميذ هي مجموعة المعارف التي يكتسبها
من بداية أول يوم تعليم له والتي تعتبر أهم أساسيات يرتكز التلميذ في مسيرته
التعليمية وقد أسماها (فيليب ميريو (Philippe Meirieuالذي يمثل المدرسة
الفرنسية "المعارف الجاهزة لدى الطالب عند بدء العملية التعليمية و يعتبرها
مكونا أساسيا في العملية التعليمية"*المصدر11ب_و يقول بهذا الخصوص "
إن الشيء الجوهري في عملية التعلم – و بصفة تناقضية هي المعارف الجاهزة
لدى الطالب عند بدء العملية التعليمية ، و بالتحديد ، نقاط الارتكاز التي تسـتند
عليها المعـلومات و المهارات الجديـدة التي يكـتسـبها المتـعلم أثـناء العمـلـية
التربوية"*المصدر12ب_..
فهذه المكتسبات يلقنها المعلم للتلميذ بطريقة ذكية و متطورة حتى يتمكن من
استيعابها و فهمها على نحو سليم و جيد لكن للأسف في الدول النامية يعـتمد
المعلمون على آلية خـاطئة لازال معمول بها حتى اليوم رغم أنها عـقيمة جـدا
و ليس لها أي جدوى بـحيث يقـومون بشحن التلميذ بمجموعة من المعطـيات
المعرفية و غالبا عن طريق الحفظ بدل الفهم و هم يجهلون تماما أن أي عملية
تعليمية هي أولا عملية ذهنية و فكرية وشحن التلميذ بمعطيات كثيرة دون فهم
ليس لها فائدة تذكر..فهو بهذا لن يستعمل مهارة الفهم لديه مما يعطلها و أيضا
فكل المكتسبات المعرفية تصبح متراكمة برأسه بلا فائدة و سرعان ما ينساها
لأن الفهم الجيد هو الذي يمر عـبر الفهم و يرسخ لدى التلميذ هـذه المعلومات
حتى تنفعه طيلة مسيرته التعليمية..
و قد قسم "فيليب ميريو" المعارف التي يكتسبها كل تلميذ عـند بداية التحاقه
بالمؤسسة التعليمية إلى صنفين من المعارف المكتسبة و أولها التصورات
و الرؤى و قـد سماها بالكفاءات و مكتسبات أخرى أسماها بالقدرات و حتى
يستطيع المعلم التعامل مع تصورات التلميذ و مع قدراته بشكل صحيح عليه أن
يفهم طريقة استيعاب كل تلميذ على حدة و تزويده بالمعارف الإجرائية اللازمة..
***************************************
المبحث الرابع عشر
القسم الأول
{ضرورة التكوين النفسي والاداري والقانوني للإطار التعليمي}
و أعود مرة أخرى للأطر اللتعليمية كونها أهم ركيزة في النظام ككل ،فمن الملاحظ
أنه على مستوى الدول النامية يتم تأهيل أو تكوين المعلم او المشرف التربوي أو
الأطر المسيرة لمختلف مرافق القطاع من جهة واحدة فقط أي من ناحية التكوين
المعرفي و يهملون المناحي الأخرى من التكوين الأساسي و المهم لكل مدرس أو
إطار تربوي وهو التأطير الاداري و التكوين النفسي و التزويد بالخبرة القانونية،
وكل هذه التكوينات ضرورية جدا لهذه الشريحة التيي تعتبر القلب النابض لقطاع
التعليم و كل تكوين لهم سينعكس على أدائهم بشكل واضح و كبير و يتمكنون من
التواصل مع الممدرسين بشكل احترافي ومتطور مما يجعل العملية التعليمية تتم
بشكل صحيح يعود بالثمار و الفائدة العميمة..
و إذا نظرنا إلى أسباب نجاح التعليم بدول العالم الثاني أو الأول واختلافها عن دول
العالم الثالث نجد أن هذه الدول المتقدمة تركز في التعليم كثيرا على إعداد الأطر
إعدادا تاما و كاملا و تصرف في ذلك أموالا كثيرا من بناء مراكز تأهيلهم نفسيا
و قانونيا و غيرها من التكوينات الاساسية لمسيرتهم التشغيلية كما تدعمه ماديا
لكي يتحسن مشتواهم الاجتماعي و يستطيعون التفرغ لمهنتهم النبيلة بكثير من
الحرص و الوفاء و العطاء الوفير..
***************************************
القسم الثاني
{أهمية جداول التدفق الطلابي قياس نجاعة العملية التعليمية}
تُعنى جداول التدفق الطلابي بمراقبة بمتابعة الطلاب و مراقبة درجـة رسـوبهم
أو نجاحهم من خلال مراقبة كل فوج مدرسي على حدة و هذه العملية تتـم ضمن
خطة بعيدة المدى طيلة فترة دراسـة الطلاب مـن الاساسي للمستوى الجامعي
و هي طريقة لمعرفة مؤشرات إنتاج النظام التعليمي و كذلك مدى كفاءته..
و يتم خلال هـذه العملية في كل سنة جديدة و لتفاصيل دقيقة فهذه هي الطريقة
المتبعة حسـب الصـفحة الرئيسية لإقتصاديات التعليم و الرؤية حيث ذكر بهذا
الصدد"وتتلخص فكرة جداول التدفق بمتابعة فوج من الطلبة تعداده (س) طالب
من الصف الأول وملاحقته سنوياً خلال صفوف الدراسة اللازمة للمرحلة التعليمية
وطرح عدد الراسبين والتاركين منه سنوياً في كل صف على أساس النسب المتوافرة
للرسوب والتسرب لتلك السنة ولذلك الصف سواء كانت هذه النسب خاصة بتلك السنة
بالذات أو معدل النسب لسنوات عدة ، و ينقل الناجحون لصف آخر و يضاف لهم
الراسبون في الصف اللاحق لسنة سابقة، وهكذا حتى نهاية المضاف و تخرج أول
مجموعة من الطلبة بعد سنوات المدة المقررة لدراسة المرحلة ثم يجري بعد ذلك
متابعة بقية المتخلفين في الصفوف الدراسية ويجري نقلهم إلى صفوف أعلى حتى
نهاية الجدول وتخرج العدد الأخير الذي دخل الصف الأول من بداية المرحلة ثم
تحسب الدراسة لكل متخرج بعد ست سنوات ثم بعد سبع سنوات وهكذا. وتحسب
بعد ذلك مجموع سنوات الدراسة للطلاب مقيساً بالسنوات اللازمة للمرحلة لو لم
يكن هناك رسوب وتسرب، ثم نحسب متوسط المدة الدراسية اللازمة لتخريج الطالب
الواحد ثم معامل الكفاءة الإنتاجية. (الرشدان، 2015م، ص 278)."أ_ط7*المصدر.
و هي طريقة أثبثت نجاعتها هي و طرق اخرى مثل طريقة الفوج الظاهري و طريقة
العينات و الطريق الشاملة و غيرها من الطرق و غيرها من طرق قياس الكفاءة
الإنتاجية للنظام التعليمي..
***************************************
القسم الثالث
{ضرورة الإرادة السياسية للدفع بالتعليم نحو التغيير}
سأبدأ هذا الطرح بمقولة قالتها المديرة العامة لليونيسكو في بيانها حيث قالت
بهذا الصدد"إن العالم لن ينجح في كسر حلقة الفقر، والتخفيف من آثار تغير المناخ،
والتكيف مع الثورة التكنولوجية، أو تحقيق المساواة بين الجنسين ، دون التزام
سياسي طموح بالتعليم الشامل من دول العالم"أ_ع_4*المصدر.كما نبهت منظمة
الأمم المتحدة للتربية والعلم و الثقافة جميع البلدان " إلى زيادة الالتزام السياسي
بالتعليم كقوة لإدراجها "في الدفع بتحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة".حسب
نفس المصدر..
فالالتزام السياسي هومنهجية ناجعة اتبعتها كل الدول المتقدمة لتنمية التعليم و لأن
التعليم هو أساس الأمم و أهم جزء من أجزاء تنميتها كان لزاما من تكثيف الجهود
السياسية لتطويره والرقي به وعندما نعلم الارقام الكارثية حول التعليم على مستوى
العالم الثالث لأدركنا حجم المعضلة التي نعيشها و قال أمين الأمم المتحدة من خلال
نفس المصدر أن "ومع ذلك فإن عدد من لا يذهبون إلى المدرسة لا يقل عن 262
مليونا من الأطفال والمراهقين والشباب،ومعظمهم فتيات.ثم إن ملايين الملتحقين
بالمدارس لا يجيدون أوليات التعليم . وهذا انتهاك لحقهم الإنساني في التعليم"
نفس المصدر السابق..
فمن الضروريات التي يجب أن يقوم بها الفاعلون السياسيون في دولنا النامية هي
جعل التعليم داخل خططه الدائمة و ليس ضمن خطة ظرفية و بذل الجهد الحثيث
لتنمية التعليم لأن الوضع فعلا كارثي و يزداد سوءا يوما بعد يوم..
***************************************
المبحث الخامس عشر
القسم الأول
{لماذا لم تنجح التنمية التعليمية بالمغرب؟}
يعد المغرب من الدول النامية التي استطاعت في الفترة الأخيرة من تحقيق عدة
إنجازات على مستوى التنمية البشرية بمختلف نظمها و استطاع من الوصول
لإنجازات مهمة في فترة قصيرة إلا أن الميدان التعليمي لازال لم يعرف تحسنا
يُذكر الشيء الذي يجعلنا نطرح تساؤلات عن الأسباب التي تجعـله يـعاني مـن
التدهور و التهميش..
و إنه من الصعب على أمة لا يتطور فيها التعليم أن تحقق تنمية حقيقية و هذا
شيء نراه جليا على مستوى المغرب فرغم الانجازات لا زال يعاني كثيرا من
التخلف لأن العلم هو المخ و العقل المسير لكل أمة وعندما يكون التعليم هشا
فإن هذا المخ و المحرك الأساسي لنُظم الدولة نحو التطور يصبخ مخا به شلل
كبير وبالتالي فإن كل التطورات الحديثة التي عرفتها قطاعات المغرب المختلفة
لا زالت عاجزة عن السير به نحو المقدمة لأننا نرى كـثيرا من مـظاهر التخلف
الاجتماعي و الاقتصادي في شوارعنا و أسواقنا لانعـدام الوعي الفـكري لـدى
الكثيرين و ينعكس بشدة على سلوكياتهم التي تتسم بالبربرية و التوحش..
فأزمة التعليم في المغرب هي كمثيلاتها في معظم الدول النامية تتـجاذبها عـدة
أسباب عوامل و يبقى سببين كبريين تفرعت منهما باقي الأسباب لأن المشكل
التعليمي بالمغرب مشكـل سياسي أولا و مشكل تمويلي ثانيا و مجـموعة مـن
الدراسات والبحوث التي أُنجزت على مستوى التعليم بالمغرب خرجت بـتقارير
كثيرة تفيد بأنه هناك أسباب أخرى كبيرة تتفاقم منذ فترة و تزيد من حجم الفجوة
و هما ازياد الأمية بـشكل كبير و عندما نتكلم عن الأمية فإننا نـقـصد كذلك الأمية
السـياسية و التكنلوجية و السبب الثاني يكمن في الانتشار الكبير للأمية الكلية
بالمجال القروي و التي أصبح من الصعب احتواؤه في إطار الأوضاع التعليمية
الحالية و مرورا إلى الأسباب فهي كثيرة لعل أهمها ضعف الميزانية المخصص
للتربية والتعليم بحيث أنه حسب إحصاءات سابقة فما تصرفه الدولة المغربية
التلميذ الواحد لا يفوق 2300 درهم في السلك الأول و 4400 درهم وفي السلك
الثاني في حين نجد بأوروبا و تحديدا بفرنسا يُصرف على نفس التلميذ ما يناهز
أربعة عشر ضعفا من نفس الرقم و هو فرق شاسع جدا و رغم ذلك فإن الدولة
تصرف حوالي 25 % من ميزانيتها السنوية..
وبالرجوع إلى النصف الثاني من القرن الماضي فقد عرف التعليم نقلة نوعية حيث
تم ربـطه بالتنمية كما كان يعـيش ظروفا أفـضل خلال الثمانينات والتـسعـينات لكن
سرعان ما عـاد الوضع إلى ما هـو عليه في العـقدين الاخيرين كما أنه مـن أهم
أسباب تردي المنظومة التعليمية بالمغرب ضعف الاستراتيجيات وانعدام التخطيط
و من أهم المعضلات تفرض نفسها بقوة و من أهمها:
1_رداءة الهيكل التربوي ككل من بنى تحتية و أطر
2_كثرة المواد الدراسية خصوصا في الابتدائي.
3_كثرة الساعات التي يدرسها التلميذ في الاسبوع ما يقارب 30 ساعة
4_ضعف المناهج المدرسة و التي لا ترقى للمناهج المتطورة المعمول بها
في الدول المتقدمة
5_ضعف المضمون و عدم نجاعة التواصل بين التلاميذ و المعلمين
6_كلاسيكية الطرق المتبعة في العملة التعليمية أثبثت فشلها
فلكل هذه الأسباب و غيرها فعملية التعليم لم تنجح في المغرب و لن تنجح إلا إذا
وُجدت ظروف مادية و نفسية جيدة وعملية تتيح تحقيق معاييرها بشكل صحيح
وذلك ببذل مجهود كثيف و خلق ظروف جديدة منها توفير ظروف مادية وهذا من
صميم تمويـل الدولة و خـلق ظروف نفـسية تـشترك فيها البنى التعليمية و هـذا
يخص التمويل أو الدولة وجانب يشترك فيه المعلم و عندما ينعدم الجانبان فكيف
نريد لهذه المنظومة أن تسير نحو التطور؟..
***************************************
القسم الثاني
{الجانب اللوجستي و اللتنظيمي في التعليم و تبني الأساليب التنظيمية}
يعتبر الجانب اللوجستي والتنظيمي من مراحل الاعداد المهمة للجانب العملي
لإنجاز مشروع في إطار صقل مهارة و بناء الأهداف و هذه تدخل ضمن خطوات
المشروع البيداغوجي للطلبة بالتعلم على إنجاز مشاريع بنائية و إنتاج أشياء
مبتكرة اعتمادا على ذكائهم و قدراتهم الخاصة ، و يقومون بتحديد ما يحتاجونه
من شتى الموارد سواء بشرية أو مادية و وضع خطة زمنية معينة ثم يقسمون
الأدوار بينهم وينقسمون ضمن أفراد أو جماعات ويقوم المعلم بالاشراف عليهم
والمراقبة و توجيههم أو تصحيح مسار مشروعهم..
هذه نظرة مختصرة من المشروع البيذاغوجي الذي لا زال غائبا في الدول النامية
و هو له دور في صقل قدرات الطلاب خارج النطاق التقليدي و الزيادة من قدراتهم
و مهاراتهم لإنجاز المشاريع و ابتكار كل ما هو جديد بالاعتماد على أنفسهم..
***************************************
القسم الثالث
{معطيات مختلفة عن إحصائيات و مؤشرات تعليم مختلف دول العالم}
يشهد التعليم عبر العالم اختلافات كبيرة سواء على مستوى الدول التي نجحت
في العملية التعليمية أو تلك التي أخفقت و هنا سأدرج معطيات راقت لي كثيرا
1_ففي هونغ كونغ 79.1تنفق الدولة على التعليم مبالغ خيالية حوالي مليار
دولار حسب احصائية العام الدراسي 2013/2012،و هو رقم كبير جدا يبين
لنا لماذا نجحت في تنميتها التعليمية.
2_و في ألمانيا فحسب تقرير لمعهد اليونسكو "تفوق الميزانية المخصَّصة للتعليم
في ألمانيا، الإنفاق على التعليم في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بأكملها
"المصدر
3_حسب بيان موقع اخباري فإن" أمريكا، شيكاغو. الولايات المتحدة تشكل أكبر
مستثمِر في التعليم.وفقاً لتقرير اليونيسف،إذ تقارب ميزانيتها المخصَّصة للتعليم
الحكومي ميزانيات حكومات في ست مناطق مجتمعةً من العالم هي:الدول العربية،
أوروبا الوسطى والشرقية،آسيا الوسطى،أميركا اللاتينية والكاريبي،آسيا الجنوبية
والغربية، وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى."المصدر.رقم كبير جدا
***************************************
المبحث السادس عشر
القسم الأول
{أزمة التعليم في اليمن..واقع رهيب}
ونرحل إلى اليمن و هناك سنجد أسبابا أخرى تعيق عملية التعليم من جذورها
حيث يذكر مصدر تقرير من اليونسكو أن هناك "طفلا من بين كل أربعة أطفال،
في الدول الفقيرة ، لا يستطيع قراءة جملة واحدة و تزيد النسبة في منطـقة
الصحراء الكبرى"16أ_*المصدر كما يضيف نفس المصدر أن"أن ربع مليار
طفل على الأقل حول العالم يـفتقدون المبادئ الأساسية للتعليم بسبب تردي
قدرات المعلمين و افتقارهم للتدريب المناسب لأداء وظيفـتهم." و أن " فإن
طفلا من بـين كل أربعة أطفال ، في الدول الفـقيرة، لا يـستطيع قراءة جـملة
واحدة وتزيد النسبة في منطقة الصحراء الكبرى."نفس المصدر..
فهذه كلها أسباب و أخرى تفاقمت معها أزمة التعليم باليمن كما أشار نفس
التقرير إلى أن رداءة التعليم بهذه الدولة انعـكس بشكل كبير عـلى الفتيات
بحيث تعاني الفتاة من تهميش كبير على مستوى التعليم بحيث يشير نفس
التقرير إلى أن " 36 في المئة فقط من الفـتيات في اليمن حصلن على قـدر
من التعليم الأساسي وإذا استمر الحال على ما هوعليه فقد يستغرق الأمر58
عاما حتى تحصل كل الفتيات على فرصتهن في التعليم الأساسي في الدول
النامية."نفس المصدر.
و من أهم هذه الأسباب التي تسهم في تفشي الظاهرة:
1_تحكم العادات والتقاليد بحيث يلجأ الآباء إلى تزويج بناتهم في سن مبكرا
مما يجعلهن ينقطعن عن التعليم إجباريا..
2_كما أن الفساد في اليمن عـامل مؤثر على اختيار الأطر التعليمة حسب
المحسوبيات و الوساطات أو على حسب مرجعيات سياسية أو قبلية بغض
النظر عن الكفاءات مما يجعل التعليم في يد زمرة من الغوغاء..
3_كما أن تردي الاحوال الأسرية تجـعـل أولـياء التلامـيذ إما عاجـزيـن عـن
التكاليف المدرسية أو يدفعون لأبنائهم لسوق الشغل و حرمانهم من التعليم
بصف نهائية..
أسباب كلها أهلت اليمن ليحتل مرتبة في قائمة البلدان العشرة التي تحوي
أكبر عدد من الأطفال غير المتمدرسين بالعالم..
***************************************
القسم الثاني
{ ملف التعليم في تونس..و الصراع الفكري والسياسي}
إن الهشاشة تنخر في منظومة التعليم بالدول النامية كما أن الاصلاح يسير بخطى
متعثرة بعيدا كل البعد عن الجدية والشفافية والتعليم في تونس لا يختلف عن غيره
في بلدان العالم الثالث إلا أن الأسباب تختلف و إن تشابهت النتائج ... ، فهناك تشير
إحصائيات عديـدة و تـقارير على أن جـودة التعـليم في تراجع مسـتمر بحيـث يُشار
للمشهد هناك بما وُصف "بانهيار المدرسـة العمومية" و قد انعكست هذه المعايير
على شيئين أساسيين الأول تزايد الهدر المدرسي و تنامي ظاهرة تخلي الأطفال عن
الدراسة بحيث يفيد أحد التقارير على أن "280 تلميذا تونسيا يهجرون مقاعد
الدراسة يوميا ، 15 ألف حـالة لعنـف مـادي داخـل الوسط المدرسي سنويا
،"12ب_*المصدر..
إلا أن أسباب تدهور التعليم بتونس لها جذور تاريخية ترجع إلى الإحتلال الفرنسي
سنة 1956 و خلال عقود حاولت الدولة النهوض به إلا أن المعارك السياسية التي
شهدتها تونس قد أقحمت المؤسسة داخل صراعاتها الفكريـة و تياراتها السياسية
حـيث بدأ هـذا الاقحام مـنذ رئاسة الرئـيسين "بورقيبة" و "زين العابدين" ضـد
أعدائهم سواء من اليساريين أو الاسلاميين و التي كان محاولة سيطرة كل طرف
على تطويع عقول التلاميذ حسب تيارهم السياسي..
و هذا الصراع الفكري والسياسي كانت نتيجته سيئة جدا على الطالب التونسي
الذي عاش في بيئة تعليمية مهترئة جدا غـلب عليها العنف و الشغـب داخـل
المؤسسات التعليمية أشياء تجعـل التعليم بهـذا البلد يعيش وضعا صعبا جـدا
و مأساويا..
***************************************
القسم الثالث
{التعليم في السودان..إلى أين }
إن التعليم في السودان تواجهه هو الاخر عدة عراقيل و معـوقات و نـبدأ بأهـمها
بحيث نجـد أن المؤسسة التعلـيمية على المستوى الاداري تعاني رداءة وهشاشة
كبيرين انعكسا بشكل واضح على استراتيجيتها التي اتسمت بالعقم و الفراغ بحيث
تعاني الادارة التعليمية فشلا ذريعا على مستوى التخطـيط مما خـلق تـناقضا بـين
السياسات المتبعة و الأهداف المتوخاة هذا مـن جهة و من جهة أخرى فإن البيئة
تعرف تهميشا كبيرا على مستوى بنى المدارس يؤثر سلبا على مخرجات العملية
ككل أضف إلى ذلك رداءة النظم التعلـيمية و التربـوية و الأطر بالخـصوص الذين
يعانون من ضعف حالاتهمم الاجتماعية و هشاشة مداركهم المعرفية مما أثر كثيرا
على عطائهم و تواصلهم مع الطلبة ..
كما أن هناك مشكل تنفرد به السودان وهوالسلم التعليمي الذي يخلق هناك معضلة
مهولة بحيث نجد أن هذا السلم حسب المصدر"السلم التعليمي يساوي بين الطلاب
في قدراتهم واستعداداتهم فكلهم يقضون سنوات دراسية متساوية و منهجا دراسيا
مـوحدا دون النظر الى الفروق الفردية و القدرات و الاهتمامات "4ك_*المصدر
و مـن كوارث هـذا السلم أيـضا السماح بإدماج صغار السن مع المراهـقين الشيء
الذي نتج عنه مشـكلات أخلاقـية كبرى حسب نـفس المصدر هذا بالنسبة للتعليم
الأساسي أما التعليم الجامعي فحدث و لا حرج و الحديث ذو شجون..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق