الأربعاء، 15 سبتمبر 2021


 الجزء الثالث من أكبر و أضخم بحث أكاديمي على مستوى الوطن العربي

حول منظومة التعليم بدول العالم الثالث


المبحث التاسع


القسم الأول


{إصلاح الهرم التعليمي من القاعدة للأساس ضرورة ملحة للنهوض بالتعليم

و تحقيق التنمية}


كثيرا عندما  نتكلم  عـن  إصلاح التـعليم  فـإننا  نتـكـلم عـن  إصلاح  التعـليم

الأساسي  بغض النظرعن أجزاء المنظومة الهرمية كـكل،فـطبعا تعـد إصلاح

قاعدة  الهرم التعليمي المتمثلة  في التعليم الأساسي من الأولويات لكن يجب

ألا  نغفل عن  باقي أجزاء الهرم و  يقول د.أحمد محمد أبو عوض بهذا الشأن

في دراسته المتميزة  التي  بعنوان طرق  تطوير التربية و التعليم في الدول

النامية" يجب  أن يتم الإصلاح  في قمة  الهرم ،  لأن التطورات في العلوم

و التقنية سريعة ويجب مسايرتها،ولا يمكننا الانتظار حتى يتم  الإصلاح في

القاعدة ، و إلا فإن التعليم العالي سوف يكون  متأخرًا عن نظيره في الدول

المتقدمة ...والمشكلة التي تحدث في كثير من الدول  النامية ، أن الإصلاح

في التعليم جزئي وليس بـشكل مـتكامل ، و ليس ضـمن خـطة  إستراتيجية

 مستـقبلية شاملة للتعليم العام والتعليم العالي،و لذلك يوجد  ضعف  واضح

في مستويات طلبة المستويين " 7أ_ب*المصدر . و عندما نصلح  التعـليم

الأساسي ونتغاضى عن إصلاح التعليم العالي فإن مسيرة الطالب التعليمية

لن تكـتمل  بنجاح  بحـيث و لو تكوَّن  تكويـنا أساسيا  فإن التـكوين  الجامعي

 الضعيف سيضعـف قـدراته مما يـنعـكس على مسـتويات أدائه مـع العـلم أن

 التكوين الجامعي من بين المحطات المهمة في مسيرة كـل طالب لكن للأسف

رلا زالوا يتغاضون في الدول النامية عن اصلاحه و هم يعلمون  تماما أنه هو

القنطرة الاخيرة في تكوين الطالب ليدخل بعدها سوق العمل و أي عجز وفشل

في هذه  المرحلة الهامة و الحاسمة  من حياة الطالب سيقوض أشياء  كثيرة

ويجعل مسيرته تعليمية طويلة تنتهي بالإخفاق و الفشل الذريع..

***************************************

القسم الثاني


{تنمية الوعي السياسي ضرورة ملحة لبناء وعي كامل لدى الناشئة يمكنها من التأهيل الصحيح}


إن من الأشياء التي يعاني التعليم خصوصا على مستوى الدول العربية  كجزء من

دول العالم الثالث هو تهميش المعرفة السياسية  من  جميع  المناهج  و المعارف

 المدرسية إلا جزء يسير لا  يكاد  يسمن  أو يغني من  جوع  وهذا سبب أدى إلى

هشاشة الوعي الفكري  و السياسي بالخصوص  لدى الطالب العربي الشيء الذي

أحدث خللا في بنيته المعرفية لأن المعرفة السياسية تفتح للمرء آفاقا كبرى لفهم

أشياء عميقة من حوله كما أن الجانب السياسي في تكوين الشخص لا مناص منه

لفهم العالم الكبير بـشكل صحيح و الجهل بهذه المعرفة  يجعـل  صاحبها متـقوقعا

داخل قوقعة تجعله لا يدرك تطورات العالم حوله بشكل صحيح..

كما أن من أهم ضعف المناهج الدراسية بالوطن العربي هو جعلها تخدم المصالح

 السياسية بغض النظر عن جدواها أو غير جدواها و هذا التهميش في هذا الجانب

 يرجع إلى العقول المريضة التي تتبنى تسيير أنظمة الدولة و التعليم على رأسها

بحيث لا يهمها أن ينجح  التعليم أو ينفتح  وعي الطالب بقـدر ما يهمها  أن تجعـل

الجميع بـمنأى عـن كـل وعي سياسي حـتى تستطيع قياداتها العـبث  كما تريد لأن

الوعي السياسي سيخلق لها مشكلا ويفتح العيون عـلى ما تـقوم به  من خروقات

كبرى في حق أوطانها..

***************************************

القسم الثالث


{ تفعيل استراتيجيات التعلّم الذاتي لها دور مهم في اكتساب الطالب للمهارات والخبرات}


إن التعلّم الذاتيّ هو عملية اجتهاد شخصية يقوم بها الطالب سواء  داخل الاطار

 المدرسي أو خارجه لتعزيز قدراته و إنماء معارفه  و صقل خبراته بشكل ذاتي

و طريقة عصامية وعندما يكون الطفل مندمجا داخل الاطار التعليمي و يستعمل

آلية التعلم الذاتي تكون كقيمة مضافة تمكنه من التعلم بشكل سريع والاستيعاب

بشكل أسرع بحيث يضيف  لمعارفه  الأولى معارفا أخرى  مكتسبة  من  مصادر

مختلفة تضيف إليه رصيدا معرفيا جديدا و من حسناتها أيضا التخلص من قيود

نظام التعلم التقليديّة و تنمية المعارف بحرية  تامة و دون أي ضغط  من مصدر

خارجي..

و يعد تفعيل هذه الآلية و تشجيعها في مؤسسات تعليم دول العالم  الثالث سيكون

له دور كبير في زيادة المكتسبات لدى الطلبة بشكل سريع وفي ظرف وجيز وهي

تتم بـشرطين أولا فهي  اختيارية  و ليست اجبارية تـتعلق  بإرادة الطـالب وحـده

و الشيء الثاني  و لتشجع المؤسسة التعليمية على التعلم الذاتي يجب  أن  تقدم

للطلبة حوافز تشجيعية مادية حتى تستقطب هذه الآلية أكبر شريحة من الطلبة.. 

فعملية التعلم الذاتي تساعد الطلبة من الاسـتفادة من الكم الهائل من المعلومات

التي  يتيحها  الانفجار المعرفي  الكبـير بآليات  الحداثة  و التكنلوجيا الرهـيبين

و بالتالي مواكبة الانفتاح المعرفي الذي يتيح له التزود برؤى متجددة و معرفة

هادفة تمكنه من التعاطي جيدا مع محيطه المعرفي و اكتساب خبرات و مهارات جديدة.. 

***************************************

المبحث العاشر


القسم الأول


{القياس والتقويم و دوره الكبير في العملية التعليمية}


إن للقياس والتقويم في الميدان التربوي أهمية كبرى و فارقة أيضا و يعد من

 الأسس و المرتآكزات المهمة  جدا  في إعـطاء المؤطرين التعـليميين  أرقاما موضوعية عن طلبتهم لمعالجة نواحي القصور و الخلل في قدراتهم ، كما  أن

غياب آليات القياس والتقويم في دول العالم الثالث أثر بشكل كبيرعلى العملية

 التعليمية ككل ، ففي  تقرير هام جدا أصدره البنكُ الدوليّ عن التعليم  في 26 

سبتمبر من سنة 2018 حيث أعرب عن قلقه الكبير حول غياب هذه  الآليات

و أثبثت  إحصاءاتٍ عن  نفس المصدر  أن " أكثر من 600 مليون طفل  في

العالم لا  يصلون  إلى مسـتوى مهارات التعلّم الرئيسة ( كالقراءة  و الكتابة

والفهم والحساب بحسب المعايير الدوليّة للتعلّم) إضافة إلى260 مليون طفل

 حُرموا حقَّ التمدرس"المصدر..

و من أهداف عملية القياس و التقويم  تحديد  السمات  الشخصية و النفسية

والعقلية للطالب و جدولتها و وضعه في خانة اجتماعية معينة تكفل  للمؤطر

التعامل معه حسب حالته و تمكنه من توجيه التلميذ  حسب  قدراته النفسية

و الفكرية و وضعه في فصل مع أمثاله  من  الطلاب شيء  شبيه جدا بآليات

 البذاغوجية الفارقية، كما أن هذا القياس  يمكن المؤطر من  معرفة الطالب

الذي يعاني من خلل نفسي أوةفكري و تحويله للعلاج السريع..

و تأتي مرحلة أخرى داخل  القياس و هي اختيار الطلبة و تصنيفهم  حسب

قدراتهم الفكرية و ميولهم أيضا  مما يمنح للطالب  فضاء أكبر للإبداع في

مجال تخصصه كما أن هذه الآلية تُعنى بالتنبؤ المستقبلي  لهذه  المهارات

و إيجاد نظرة مستقبلية لما سيعتريها من تحول..

كما  تُعنى الادارة  في  إطار هـذه  العملية بـتزويد  المؤطرين بجـمـلة مـن

المعلومات الاجتماعية حول الطلبة ليتمكنوا من في توجيههم بشكل صحيح

و مثـالي و أيضا  فـحص الأهلية  يعتبر من أهم  هذه  الفحوصات  التي من

شأنها أن تعطي للمؤطر فكرة كاملة عن قدرة طالب  معين من ولوج تجربة

معينة أو اختيار تخصص معين..

***************************************

القسم الثاني


{أهمية التقويم كآلية مهمة لا يكمل القياس إلا بها لتقدير صحيح لتحصيل الطلاب

في مختلف مراحلهم الدراسية..}


إن كثيرا من التقارير أكدت على أهمية التقويم في التعليم  لما له من  مزايا  كبرى

على الطالب بشكل عام لكن للأسف فهذه العملية في الدول  النامية  لا تتم  إلا خلال

فترة الامتحانات أي في جانب تحصيله الدراسي فقط و يتناسى المؤطرون  في هذه

 الدول أنه عمـلية مكملة لعملية  القـياس و يـقوم  بها  المؤطر التعليمي لتـشخيص

الطالب ومعرفة مراكز القوة والضعف فيه وأيضا معرفة أي خلل بتصرفاته وبعدها

 تأتي مرحلة تقويمه على ضوء المعطيات الجديدة،كما أن هذا التقويم لا يكون على

 مستوى الأفراد فحسب بل يتم تقويم حتى المناهج و المقررات المدرسية و معرفة

 مدى القصور بها و محاولة تقوية بعضها و الاستغناء عن أخرى وتبديلها بمناهج

 أفضل..و من أهم شروط التقويم الصحيح مراعاة الفروق بين الطلبة داخل الصف

 الواحد حتى يكون التقويم سليما و بناء و يؤتي ثماره بشكل فعال و صحيح..

و يبقى التقويم و القياس آليتان ضروريتان أثـبتا نجاعة و فعالية بالدول المتقدمة

و كان لهما عائد إيجابي على التلميذ و التعليم بهذه الدول و قد حان الوقت لتجريب

هذه الطرق الجديدة لتحسين مستوى التعليم و يجب الأخذ بأسبابهما بالإضافة إلى

 الأسباب الأخرى حتى يحدث التغيير..

فالتغيير لا يكون إلا بتغيير الطرق و الآليات و الخطـط  و تتبع منهـجيات جـديدة

تعتمد على التكنلوجية و التقنيات الحديثة حـتى نستطيع أن  نلحق بركب الدول

المتطورة في مسيرتها التنموية التعليمية..

***************************************

القسم الثالث


{تفعيل سلم "جاردنر"لقياس ذكاء التلاميذ له دور كبير في تحسين قدراتهم}


يعد سلم "جاردنر" لقياس الذكاء لدى الطلبة أسلوب فعال سيؤتي بلا شك ثماره

إذا طُبق في منظومة التعليم بالدول  النامية و هو يعتمد على تصنيف الطلبة كل

حسب ذكائه و قد قسم "جاردنر"هذا الذكاء إلى سبعة أنواع من أنواع الذكاء

الأساسية و هي كالتالي:

1_الذكاء اللغوي:و هو ذكاء يرتبط بكل شيء يتعلق باللغة.

2_الذكاء المنطقي: ويخص أشخاصا لهم قدرة على صياغة منطق قوي و سليم.

3_الذكاء الجسمي أو الذكاء الحركي: و هو سمة تميز أشخاصا يستعملون

أجسامهم بشكل ماهر.

4_الذكاء الاجتماعي:و هو نوع من الذكاء يتيح للشخص التعامل داخل محيطه

 المجتمعي بلا أدنى معوقات وبيسر و سهولة..

5_الذكاء الرياضي: وهو موهبة يمتلكها الشخص في مختلف الرياضات

6_الذكاء المكاني:يتيح للشخص التعامل مع بيئة ما بشطل سلس و متميز

7_ الذكاء الموسيقي:و هو أمر نلمسه في الموسيقيين المبدعين و لعل بتهوفن

و موزارت و شوبان وغيرهم مثال على ذلك..

فالمعرفة الصحيحة  للمؤطر التعليمي حول التلميذ و حول  نوع ذكائه  يساعده في

اختيار منهجية مناسبة لطريقة التدريس لهذا التلميذ و يحاول المؤطر أن يستلهم

قدراته حسب نوع ذكائه مما يجعل التلميذ متجاوبا بطريقة أفضل  مع معلمه مما

يجعله يبدع  و يستقبل  المكتسبات المعرفية  بيسر و سهولة و فهمها و ترجمتها

إلى مهارات ومفاهيم و هذه الالية أيضا تساعد التلاميذ من الاندماج بشكل سريع

مع بيئتهم التعليمية و تحفز قدراتهم النفسية و الفكرية على العطاء بشكل كبير..

***************************************

المبحث الحادي عشر


القسم الأول


{ سبل الزيادة في المؤثرات الفاعلة في عملية التنمية التعليمية }


و من الأسباب الأخرى التي  تساهم في تدهور التعليم هو النمطية  و الطريقة

التقليدية أو الكلاسيكية  المتبعة  في النظام  التعليمي  بدول العالم الثالث مما

يعيق عملية التنمية التعليمية من أساسها و ذلك لأن النمطية  لها  أثر سلبي

عـلى نفسية  المتعلمين أو قيامهم  بالتحصيل الدراسي لتأدية الاختبارات فقط

بدون وجود تحصيل علمي و تربوي فعال ، كما  صارت مهمة التدريس ثقيلة

على كثير من المعلمين والطلبة على حد سواء مما يجعل الجانبين في نفور دائم

من العملية التعليـمية ككل و ينعكس هـذا بشكل خاص على نفورهم من المباني

و نفور التلميذ من  أستاذه و نفوره من المناهج الدراسية وعندما يصبح النفور

بهـذا الشكل  فلا  المعلم يصبح  قادرا على العطاء و التلميذ يصبح  قادرا على

التلقي و الاستيعاب فيقضون  جل  أوقاتهم في شبه  فراغ مع  تحصيل ضعيف

لا يسمن و لا يغني من جوع..

و للزيادة في مؤشرات التنمية التعليمية يجب إصلاح أو  بالأحرى يجب  تغيير

كل  ما سبق ذكره و غيره من المعوقات حتى تستطيع المؤسسة التعليمية من

تنفيذ خططها و إنجاز استراتيجيتها  على المستوى المنـشود بإرادة سياسية

 صادقة وشراكات مجتمعية مختلفة كما يجب نهج منهجية الوضوح والنزاهة

و وضع التنمية  التعليمية في الصدارة  ضمن  الأولويات  الكبرى في خارطة

التنمية الوطنية و يجب  أيضا تعبئة كل الامكانيات المتاحة سواء من الدولة

أو المجتمع المدني و لا يكون أي تهميش لأي جزء من المنظومة سواء على

المستوى الابتدائي  او الاعدادي و الثانوي أو الجامعي و البحث  العلمي كل

وبذلك سيتمكن التعليم من تأهيل  طاقات فكرية بقدرات رائعة وصناعة نخبة

من المفكرين و الباحثين و علماء أفذاذ وأطر متمكنة.. 

***************************************

القسم الثاني


{ضرورة إعداد خطة وطنية ممنهجة للتنمية المستدامة للمؤسسة التعليمية}


إن كل مجال مؤسسي داخل نطاق الدولة لا يتم تسييره بشكل  صحيح  بدون خطط

 ممنهجة و رشيدة و لعل التعليم  بجل الدول النامية يفتقر إلى تسيير ممنهج يفتقر

إلى أبسط الخطط الوطنية التي تكفل له تنمية مستدامة وحقيقية وهذا سببه الأول

يعود إلى التهميش الذي يعيش فيه هذا القطاع الحساس منذ فترة طويلة..

فكل مشروع تنموي لا يقوم أبدا بدون خطة تحدد اتجاهاته وأهدافه و بدون تحديد

 الأهداف لن تكون هناك نتائج،و عندما نتكلم عن التخطيط فهو آلية فعالة لتنظيم

 الأهداف و وضع تصورات للنتائج و أهم شيء في التخـطيط التعليمي أيضا هـو

وضع خطة مستعجـلة لزيادة  تمويل القطاع  لإصـلاح بُنى مؤسسة التعـليم التي

تعرف هشاشة كبرى و أصبحت في بعض الدول مكانا لا يصلح إلا للحيوانات كما

يجب وضع برنامج في  خطة التنمية  التعليمـية بالزيادة في التأهـيل الاجتـماعي

و المعرفي للمعلمين بدعمهم ماديا لتحسـين ظروفهم الاجتماعـية و أيضا إعـادة

تأهيلهم و تكوينهم بدورات أكاديميية تجعـلهم في مستوى فكري و نفسي أفضل

للتعامل مع شريحة تعتبر من أهم شرائح الوطن و أجيال المستقبل..

و أيضا يجب وضع خطط لتطوير المناهج بطريقة شبه دورية و الاستعانة بخبراء

دائمين يمارسون عملية التخطيط بشكل دائم و منتظم حتى يصبح القطاع في تجدد

دائم و يقدمون مشورتهم و تـصوراتهم سواء بخـصوص التطورات في المؤسسة

 التعليمية أو الآراء بخصوص المناهج و تجديدها إذا كانت ضرورة لذلك.. 

***************************************

القسم الثالث


{المدارس الخاصة كما لها إيجابيات على التلميذ لها سلبيات أيضا على تساوي

الفرص غابت معه الديموقراطية في التعليم}


إن المدارس الخصوصية بمختلف الدول العربية قد لعبت دورا في الرفع من

 مستوى التعليم كونها تعتمد على أطر و مشرفين يقومون بالعملية التعليمية

على نحو جيد لأنه توفرت لهم سـبل جـديدة لتحسين دخـلهم مـما ساعد عـلى

تحسين نفسيتهم  و ظروفهم الاجـتماعية  الشيء الذي انعكس إيـجابا عـلى

عطائهم و طريقة تعاملهم مع طلبتهم كما أن كثير من المدارس الخصوصية

تحرص على تطبيق منهجيات متطورة و طرق مختلفة عن تلك المعمول بها

في القطاع و التي تعتبر أساليب بالية عفا عليها الزمن..

و من جهة الطالب فإن  المدرسة  الخصوصية  تنعكس على نفسيته  بشكل كبير

مما  يحـفـزه عـلى التجاوب  مع المعـلم  و الاســتفادة  بقـدر كـبير مـن الدروس

و المناهـج كما أن  المدرسة الخصوصـية  أضــيف لها  الكـثير مـن الجمالـيـات

و المرافق  النظيفة و الأقسام المريحة التي  تساعد الطالب  عـلى الاندماج  مع

بيئته و قد  ذكرت في مبحث سابق الدور الذي تلعبه  البيئة على نفسية  التلميذ

بحيث تساعد في اندماجه بسرعة  مع مدرسته  و الاحساس بالانتماء و الراحة

مما يجعله يتعاطى مع المدرس بشكل جيد يتيح له الاستفادة من الدروس فكريا

و ذهنيا  كما أن نفسيته في بيئة تعليمية جيدة ونظيفة تجعله يعطي و يـبدع مما

 ينعكس كثيرا على مردوده السنوي..

***************************************

المبحث الثاني عشر


القسم الأول


{دور مؤسسات المجتمع المدني في تطوير التعليم و تحسينه}


 إن إحداث التنمية بقطاع التعليم بدول العالم الثالث ليس مسألة سهلة و حتى

يحدث التغـيير يـجب تظافر جهود عـدة في احتواء عـملية التـنمية التعـليمـية

و الوصول إلى بر الأمان و هـذا لا يـتأتى إلا بالـوعي الكامل بـضرورة الاتحاد

بين الفاعلين المختلفين للقيام بهذه العملية يدا واحدة و هنا سأتكلم عن شق

مهم للدفـع بالعملـية للأمام و هو المشاركة  المجتمعـية و التي يغـفل عـليها

الكثيرون لأنهم يتهربون من المسؤولية ويتركون المشكلة بكاملها لمسؤولية

 الدولة التي تبقى عاجزة وحـدها بإمكانـياتها المحدودة مـن إصلاح و تـطوير

هذا القطاع الحيوي و الحساس..

فالمشاركة المجتمعية مسؤولية اجتماعية  واجبة على كل فرد  يعرف معني

 و يتحلى بمبادئ قيم الوطنية الصادقة كما أنها التفاتة نبيلة و سامية و لها

دور كبير جدا في تحسين المنظومة ولأن التعليم معني به الجميع فيجب على

الكل مد يد المساعدة على حسب قدرته و استطاعته و منصبه..

 و هذه المشاركات المجتمعية يساهم فيها أفراد و مؤسسات من  أولياء أمور

 التلامـيذ و كـل شخص ينتمي لقـطاع التعـليم أما المؤسسات فكـل مؤسسات

المجتمع المدني معـنية بالأمر من جـمعـيات اجـتماعية و تـنظيمات شبابـية

ومؤسات خاصة وجمعيات خيرية على رأسها طبعا مؤسسة التعليم الرسمية

 المتمثلة في وزارة التربية والتعليم بكل فروعها..

وتكون هذه الجهود التطوعية عبارة عن مشاركات بالوقت والجهد ومساهمات

 مالية و يمكن تلخيصها في النقاط التالية:

1_الإسهام في تشخيص معضلات التعليم و تحديد المدخلات الضرورية له.

2_تحديد احتياجات القطاع و محاولة سد الخصاص.

3_إعطاء رأي حول المناهج المدرسية والمساهمة بتصورات لتحسين التعليم.

4_الاسهام في التمويل.

5_المشاركة في إيجاد حلول لمشكلات التلاميذ.

6_المشاركة في المراقبة و التقييم.

هذه و أشياء أخرى إذا ساهم المجتمع المدني في بلوتها عبر أنشطة جادة

و دائمة فإن التعليم سيعرف اتساعا وانفراجا كبيرين يدفعانه قدما نحو التطور..

***************************************

القسم الثاني


{التعليم في الدول النامية لا يحتاج للإصلاح و لكنه يحتاج للتغير}


كثيرا عندما نتكلم عن إشكالية التعليم بالدول النامية فإننا نتكلم عن الاصلاح و هذا

خطأ لأن إصلاح شيء متهالك و مبني على أسس غير صحيح لن يجدي نفعا سوى

تضييع الوقت والمال والجهد لكن المصطلح الصحيح هو تغيير جذري للتعليم ككل 

و هذا التغيير يقينا ليس سهلا بالمرة و تلزمة إرادة سياسية و تعاون بين شراكات

المجتمع المختلفة حتى  يصبح التغيير ممكنا و البدء في التوّ بصياغة شكل جديد

 لمنظومة تعليمية بمواصفات جديدة تشبه التي تتوفر عليها الدول المتقدمة و هذا

يلزمه جهود مكثفة من تمويلات مهمة و تخطيطات  طويلة  الامد و جهود حقيقية

و شبه دائمة..

أما إذا اعتمدنا على الاصلاح فإن التعليم سيتحسن بعض الشيء لكنه سيبقى شبه

عاجز و لن تستطيع المنظومة من تحقيق الانتاجية التي  ترقى لمستوى التطلعات

و سيبقى الهدر المدرسي منتشرا و الرسوب كثيرا و الغباء متفشيا..

كما أن ربط التعليم بالسوق له آثار ايجابية جيدة  حيث ذكر الدكتور سمير بودينار

رئيس مركز الدراسات و البحوث الانسانية والاجتماعية في المغرب لبي بي سي

"إن خصوصية المغرب العربي تكمن في طرح مشاكل التعليم للنقاش العام و إن

كان ثمة تجربة يمكن  النظر إليها  في  المنطقة  فهي التجربة  التونسية"

أ_ع5*المصدر.

و هذا التغيير يجب أن يكون من  الأساسي للجامعي حتى يصبح التغيير ذو جدوى

و قد قال الدكتور كمال مغيث الباحث في المركز القومي للبحوث التربوية في مصر

لبي بي سي إن " التعليم في الدول العربية فشل إلى حد  كبير بالنظر إلى التقارير

الدولية وخروج الجامعات العربية من قوائم الدول المحترمة الخاصة  بتصنيف

 الجامعات."أ_ع6*المصدر.

***************************************

القسم الثالث


{بعض أقول العظماء حول أهمية التعليم راقت لي}


و قد ارتأيت أن أدرج في هذا القسم بهدف التنوع في المعطيات بعض أقوال

العظماء التي قيلت حول أهمية التعليم في الحياة..

لعل أهم مقولة تلك التي قالها رئيس وزراء ماليزيا (مهاتير محمد) : "أهم درس

تعلمته من تجربتي في الحكم أن مشاكل الدول لا تنتهي، لكن علاجها جميعا يبدأ

من التعليم".

و أيضا مقولة رئيس كوريا الجنوبية في مرحلة سابقة (ميونج باك) حيث قال :

"إن كوريا الجنوبية كانت خامس أفقر دولة في العالم منذ خمسين عامًا،واليوم

هي أكبر خامس اقتصاد في العالم، وذلك بسبب الاهتمام والتركيز على التعليم،

فنحن لا نملك أي موارد في كوريا الجنوبية غير البشر".

و كذلك من الأقوال الخالدة للزعيم الكبير (نيلسون مانديلا) :"التعليم هو السلاح

الأقوى لتغيير العالم.. ويقول إذا أردت أن تطور فردا، أسرة، مجتمعا، أمة، ركز

على جودة تعليمها".

و لا ننسى مقولة مؤسس سنغافورة الحديثة(لي كوان يو ) :"أنا لم أقم بمعجزة

في سنغافورة، أنا فقط قمت بواجبي نحو وطني، فخصصت موارد الدولة للتعليم،

 وغيرت مكانة المعلمين من طبقة يائسة إلى أرقى طبقة في سنغافورة، فالمعلم

هو من صنع المعجزة، هو من أنتج جيلا متواضعا،يحب العلم والأخلاق،بعد أن

كنا شعبا يبصق ويشتم بعضه في الشوارع".

و قال أيضا والتر كرونكايت " مهما كانت تكلفة مكتباتنا ، فهي تكلفة رخيصة

مقارنة بتكلفة شعب جاهل!"

و قال آلان بلوم مقولة رائعة و دقيقة "التعليم هو خروج من الظلام إلى النور"

كما قال أرسطو"المتعلم يختلف عن غير المتعلم بقدر اختلاف الحي عن الميت"

و أكتفي بهذا القدر..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق