الجزء الثاني من أكبر و أضخم بحث أكاديمي على مستوى الوطن العربي
حول منظومة التعليم بدول العالم الثالث
المبحث الخامس
القسم الأول
{الاخفاق في إنتاج سياسات و استراتيجيات تعليمية ناجحة و متطورة جعل قطاع
التعليم عاجزا عن التطور}
عندما نتعمق في صلب المشكل الذي يخص التعليم بمختلف الدول النامية نجد
قاسما مشتركا يتمثل في العجز الكامل لأطر الدولة من خـلق و إنـتاج سـياسة
تعليمية ناجعة باستراتيجيات متطورة و هذا العجز ليس له علاقة بالتمويل أو
بالأسباب السابق ذكرها لكنه نوع من التغابي المفرط و المقصود حتى يبقى
التعليم مهمشا و رديئا و لعل السبب السياسي يعود ليفرض نفسه من جديد
لأنه في أغلب هذه الدول من السهل إنتاج سياسة تعليمية لكنهم يتجاهلونها
لأنها لا تخدم أهداف النخب و مصالحهم بـل من مصلحـتهم أن يـبقى التعليم
كما هو عـليه و يـبقى التلاميذ في مـستوى وعي محدود لأن الوعي عـندما
سينتشر بين الجميع فإنه سيكشف الكثير من التجاوزات و التلاعبات التي
تقوم بها هذه الدول لتعتيم المعطيات و تزييف الحقائق أو إخفائها..
فالسياسات و الاستراتيجيات الناجحة كان لها دور كبير في تنمية التعليم
بـدول مـتقـدمة كـثيرة و استـطاعـت في ظرف وجـيز مـن تحـقـيق تـنمـية
تعليـمية رائعة أسهمت بشكل كبير في تحقـيق تنمـية مـستدامة و قـفـزت
بالوطن قـفزة كبرى وأصبحت في مصاف الدول المتقدمة و سأذكر في قسم
من أقسام مباحثي القادمة هنا في هذا البحث مثالا عـن الدور الكبير الذي
لعبته السياسات و الاستراتيجيات في الرفع من مستوى التعليم.
***************************************
القسم الثاني
{أهمية القيادة التربوية في تحسن التعليم و النهوض به:}
إن القيادة التربوية داخل الاطار التعلـيمي هي في تعريفـها العام آلية هـدفها الأول
الرفع من مستوى ومردودية التعليم تقوم بشراكة بين المعلمين و طلابهم و أيضا
يتم إدماج أولياء الأمور و يقوم بالاشراف على هذه العملية مؤطر له دور القائد
التربـوي يـتحـلى بالنزاهة و المثالية و الصدق و القدرة عـلى كسب الثـقة لـدى
الاخرين مما يسهل عليه عملية التواصل مع الجميع بسلاسة و شفافية كما يكون
قادرا على تحمـل المسؤولية مع وعي كبير بالتنمية التعليـمية الصحيحة و يقوم
بتكوينه في أقسام الدراسات العليا بالجامعات عبر مجموعة من الدورات الدراسية
الاحترافية تنقسم إلى دورات خارجية للتكوين العملي ودورات داخلية أيضا داخلية
حتى يكون ذو تكويني أكاديمي احترافي يتيح له أن يحقق صلة وصل بين الحلقات
المكونة للدائرة التعليمية ككل من معلمين و مشرفين و طلبة وأولياء أمور بحـيث
يوجههم وتُلقى على كاهله مسؤوليات جمة وتتلخص أهم مسؤولياته وأدواره في المحاور التالية:
1_توجيه الأطفال أو الطلبة الناشئة خلال مرحلة تعلمهم الأولى
2_تطوير البرامج التعليمية المساعدة في تحسين العملية التربوية
3_الاستعانة به في إعطاء رأي حول المناهج المدرسية
4_الاستعانة به في تقديم نصائح و رؤى تحسن من العملية التربوية
و تبقى القيادة التربوية لها أثر كبير في ااتنمية التعليمية و إذا تحققت معاييرها
بشكل صحيح فإنها تحسن مستوى الطلاب التعليمي مما يزيد من متعة و رفاهية
التعليم و بالتالي تحسن من مستوى التعليم و تزيد من معدل النجاح..
***************************************
القسم الثالث
{التحديات لدى الأطر التعليمية في انتاج أجيال قادرة على مسايرة سوق الشغل:}
إن هذا المشكل له بعدين كبيرين لأن التحدي لدى الأطر التعليمية في انتاج اجيال
قادرة على مسايرة سوق الشغل يكمن بالدرجة الأولى في هـذه الأطر نـفسها التي
تفتقر إلى تكوين يؤهلها من تسيير ناشئة بشكل صحيح و هذا سببه إلى نهج هذه
الأطر في طريقة تسيير الناشئة لطرق كلاسيكية تقليدية عـفا عـليها الزمان و لم
تعد تؤتي ثمارها مع الأجيال الجـديدة و تبـقى التحديات لدى هـذه الأطر تحـديات
كثيرة لعل أهمها:
1_غياب البرامج التعليمية التي تسهم في بناء الوعي الفكي و المعرفي الكامل
لدى الطلبة.
2_افتقار أغلب أطفال العالم الثالث إلى القدرات الفكرية التي تتيح لهم استيعاب
المكتسبات المعرفية بطرق سريعة.
3_غياب رؤية شمولية تتيح تخطيطا جيدا لتكوين التلاميذ.
4_الأنظمة التربوية تفتقر إلى آليات متقدمة و متطورة مثل الدول التي نجحت
في الميدان التعليمي.
4_غياب فلسفة ناجعة لتسيير الفصول و مراقبة التحصيل الدراسي.
5_غياب الانضباط في النظام التعليمي أثر على الانضباط بين صفوف الطلبة.
هذه و غيرها أسباب كلها تسهم بشكل خطير في عرقلة التعليم لدى هذه الناشئة
و التي تُـمضي من عمرها و هي تضيع وقـتها في الفراغ باستثناء نـسبة قــليلة
تستطيع التغلب على هذه المعوقات لأنها تمتلك قدرات خاصة ومتفوقة لكن للأسف
ليس كل الطلبة يملكون هذه القدرات التي تمكنهم مـن التكيف مع هـذه الأوضاع
الصعبة و الابداع و العطاء..
***************************************
المبحث السادس:
القسم الأول
{نوعية النظام التعليمي في تحقيق التنمية الشاملة}
كثيرة هي الأسباب التي يحتاجها التعليم ليحـقق نقلة نوعـية و إحـدى هذه الأسباب
هي نوعية التعليم المتبعة داخل الدول النامية والتي تتم بطريقة واحدة يغلب عليها
الكلاسيكية و عابقة بغبار القدم بمنهجيات و مناهج غير داعمة للعـملية التعليمية
بأي شكل مـن الأشكال و أطر تعليـمية تـفتقر إلى أدنى المواصفات المهـنـية أشياء
و أخرى في نوعية التعليم المتهالك تجعل الاصلاح ضربا من المستحيل..
فالتعليم الذي لا يعتمد على تقييم قدرات وإمكانيات كل تلميذ على حدة عبر العملية
البيذاغوجية فإن عملية التعاطي معه من قبل المدرس ستكون غير مجدية بشكل
كبير كما أن رداءة تكوين المعلمين لا زالت تـقف عـثرة في وجه التعـليم فـفي
سنغافورة و نظرا لأهمية المعلم فقد حرصت على إنشاء معاهد لتدريب المعلمين
و ذكر مصدر (مصر أونلاين ) أن"سنغافورة أعدت معهدا لتدريب المعلمين، كما
تعاونت وزارة التربية مع جهات مختصة لإتاحـة المزيد مـن الفرص للمعلـمين
للحصول على شهادة مهنية عـلـيا تشـمل الدراسات العـليا . كـما تـهـتم الوزارة
أيضا بدور المعلم في التوجيه و الإرشاد و تجعله من صميم عملية التربوي ،
و لذلك توفر له دورات تـدريـبية تمنحه خلالها تـفرغا جزئيا " أ_د_*المصدر
ومن أسوأ الأشياء التي تعيق النظام التعليمي و تزيد في رداءة نوعـيته عـدم
توفر خدمات تعليمية متنوعة كما أن منهـجية المساءلة للمدارس غـير مـتوفرة
مما يجعل المدارس غـير ملزمة بتقـديم أية تفـسيرات عـند فـشل النجاح لـنسبة
معينة من الطلبة..
***************************************
القسم الثاني:
{أزمة التعلم في دول العالم الثالث أرقام و إحصاءات}
إن بعض الإحصاءات تنبئنا أن مؤشرات التعليم قد تحسنت على مستوى بلدان
الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لكن للأسف فهذه المؤشرات رغم صعودها لم
تحدث التغيير إلا بشكل ضئيل جدا و سأدرج هنا إحصائيات صدرت عن تقرير
المركز الاعلامي لمنظمة اليونيسف علها توضح لنا الرؤية بشكل أفضل فمن
النتائج الجيدة التي حققها عـلى مـستوى هـذه المناطق مـا ذكره المصدر"
انخفض عـدد الأطفال ممن هـم خارج المدرسة في مـنطقة الشرق الأوسط
و شمال أفريقيا من 15 مليون في عام 2008 إلى 12.3 مليون في عام
2015: 4.3 مليون طفل و طفلة ممـن هـم في سنّ المدرسة الابتدائية
(9%)، و 2.9 مليون طـفل و طفلة ممن رهـم في سنّ المرحلة الإعـدادية
(12%)، و 5.1 مـليون طـفل و طفلة ممن هم في سنّ مرحـلة ما دون
الابتدائية (58%). و هناك تفاوت كبير بين معدلات الالتحاق بالمدرسة
الابتدائية فيما بين مختلف دول المنطقة . وعلى الرغم من التقدم المحرز
على صعيد الالتحاق بالمرحلة الابتدائية" 3أ_ب_*المصدر_ و أيضا ذكر
نفس المصدر أنه"تم تحديد اثنى عشر مهارة حياتية أساسية مقارنة مع
أربعة أبعاد للتعلّم وهي: (1)المهارات اللازمة للتعلّم(أي الإبداع،و التفكير
الناقد ، وحلّ المشاكل) ؛ (2) المهارات اللازمة للتوظـيف ( أي التعاون ،
والتفاوض، وصناعة القرار)؛ (3) المهارات اللازمة للتمكين الشخصي
(أي إدارة الذات، والمرونة، والتواصل)؛ (5) المهارات اللازمة للمواطنة
النشطة (أي احترام التنوع و التعاطف و المشاركة) ." 4أ_ب_*المصدر.
لكن للأسف هناك أرقام أخرى محبطة جدا حيث ذكر نفس التقرير " أنه
هناك فجوات كبيرة على مستويي المرحلة ما دون الابتدائية و المرحلة
الإعدادية ،و ما زال هناك حالات عدم إنصاف كبيرة قائمة على الدخل
ضمن كل دولة من دول المنطقة على كافة المستويات. و علاوة على ذلك،
لا تعكس هذه الأرقام تماماً عـدد الأطفال الذين تم إجـبارهم على ترك
المدرسة بسبب الأزمة في سوريا و العراق . و لو كانت هذه الأرقام تعبر
فعلاً عن العدد الفعلي لبلغ العدد الإجمالي للأطفال ممن هم خارج المدرسة
أكثر عن 15 مليون طفل و طفلة إضافة إلى ذلك ، هناك 6.2 مليون طفل
وطفلة ملتحقين بالتعليم الأساسي لكنهم معرضين لخطر التسرّب. وهؤلاء
هم من يُعتبرون الأطفال المتسربين من المدرسـة في المستقبل . "نفس
المصدر الذي سبق و أشرت إليه برقمه..
و تعمل اليونيسف جاهدة على تطويع عـقبات الـتنمية التعليمية بالدول
المتخلفة و من الحلول التي اقترحتها ما ذكره نفس المصدر " إشراك
الخبرات: إن تحقيق نتائج مستدامة على الأمد البعيد في التعليم يتطلب
وجود أنظمة تعليمية قوية ومستجيبة،بحيث يمكنها الاسترشاد بالخطط
القطاعية التعليمية الوطنية القائمة عـلى الأدلة و المؤسسات الفاعـلة
على كافة المستويات."نفس المصدر كما أشار المصدر أنها تعمل على
" دعم الحكومات في المنطـقة من أجـل تـحسين المعلومات الإحصائية
و التحليل الذي يتم إجراؤه على الأطفال خارج المدرسة و أن لا يقتصر
الأمر فقط على معرفة عدد الأطفال خارج المدرسة بل فهم أيضاً من هم
وأين يتواجدون؛وكذلك من أجل تحديد المعيقات التي تسهم في إقصائهم
من التعليم؛ وتحليل السياسات والاستراتيجيات القائمة والمطلوبة فيما
يتعلق بتحسين عملية الاستهداف ومشاركة المدرسة."نفس المصدر.
و سأكـتفي بهذه المعلومات التي اسـتقيتها مـن مصدرها الموثوق مع
ادراج رابطها و للاسف فحسب هذه المعطيات فإن الاصلاح و التغيير
للنظام التعليمي لا زال الكثير أمامه ليحقق التنمية المنشودة..
***************************************
القسم الثالث:
{متاجرة الاحزاب السياسية و النقابات بقطاع التعليم يزيد من عمق المعضلة}
و مما يـؤسف له أيضا تنامي معـضلة خبـيثة في منـظومـة التعـلـيم بحـيث أن
المشكل السياسي يعود و يطرح نفسه مرة أخرى لكن هـذه المرة بشكل جـديـد ،
وإذا كانت السياسة الممنهجة من طرف الدولة تقحم نفسها كـل مرة في عملية
التعليم وتعيق سيره فإن التسييس السياسي قـد اتخذ شكلا اخر بحيث أصـبحت
كثير من الاحزاب السياسية تضع يدها داخل النظام التعليمي ليس بقصد الدعم
أو الاصلاح ولكن لتوجيهه حسب برامجها السياسية ويعمل كل حزب له إمكانية
التخطيط و المشاركة في وضع استراتـيجيات النظام الـتربوي عـلى صـياغـة
مجموعة من البرامج التعليمية تخدم توجهاته الحزبية بغض النظر عن نجاعة
هذه المناهج الفكرية و المعرفـية و اختيار مقررات لا تلائم التطور المعرفي
عـلى مستوى العالم مما يؤدي كـل سنة إلى هيـمنة مـناهج رديئة جـميلة في
شكلها و فارغة مضمونها مثلما حدث في تونس خلال رئاسة كل مـن الرئيس
"بورقيبة" و الرئيس"زين العابدين" ضـد أعدائهم سواء من اليساريين أو
الاسلاميين و التي كان محاولة سيطرة كـل طرف عـلى تطويع عقول التلاميذ
حسب أهوائهم و تيارهم السياسي..
و تبقى هذه المـتاجرة مـن أسوأ أنـواع الممـارسات اللاإنـسانية التي ينهــجها
أصحاب العقول المريضة و الضــمائر الميتة فـقدوا كل القيـم و جعـلـوا التـلميذ
تجربة يختبرون فيها مخططاتهم و استراتيجياتهم..
فعندما تلتزم الأحزاب بمعايير الوطنية الحقة الصادقة ويصبح دورها هو التحسين
مـن نوعية تعليم الطلاب بـدل استغلالهم لأغراضها السياسية و تطويع برامجها
الانتخابية لخدمة الهدف النبيل و الرقي بالتعلم فهذا يقينا سيرفع مـن مؤشرات
الوعي داخل الوطن و تنتشر عقول ذات تكوين علمي و معرفي جيد و قدرات
تجعلها قادرة على صنع المستقبل..
***************************************
المبحث السابع
القسم الأول
{دور البيئة التعليمية في تسهيل عملية تعاطي الطلبة مع المؤسسة التعليمية}
من الأشياء النفسية البديهية أن المكان و البيئة الجيدة تنعكس على الشخص
بشكل كبير مما ينعكس إيجابا على نفسيته و سلوكـياته و تصرفاته و كما هـو
الشأن في البيئة التعليمية ولما لها من دور في عملية التنمية التعليمية الصحيحة،
و هذه البيئة تتكون من جزء مادي يتمثل في المباني المدرسية من محيط مدرسي
وأقسام و غيرها ممن مكونات الحرم التعليمي و أيضا من أجزاء بشرية تتمثل في
المعلمين و المشرفين و الطاقم المدرسي ككـل و تتكون البيئة أيضا مـن المحتوى
التعليمي و هذه الأجزاء تتضافر لتكوِّن بيئة التلـميذ التي يتمدرس فـيها و يـقضي
ساعات طويلة يوميا و سنوات عديدة من عمره و في هذه البيئة يتم صياغة وعي
الطالب الفكري و النفسي و الاجتماعي
فهي مناخ جيد لتحرير كل الطاقة و المهارات لدى التلاميذ و جعلهم يتعاطون مع
المناهج التعليمية برؤى مستبصرة وعقول منفتحة تؤثر على سلوكياتهم إيجابيا
وجدانيا ونفسيا وفكريا و تواجد التلميذ أيضا في جو تعليمي راق و مريح يدفعه
للتأقلم بسرعة مع بيئته مما ينعكس على نفسيته بشكل كبير الشيء الذي يجعله
يتعاطى مع المدرس بشكل إيجابي وبالتالي الخروج بحصيلة معرفية مهمة تمكنه
من إخراج كـل طاقته الكامنة و بلورتها في الابداع و تحقيق العطاء و النجاح
المدرسي..
***************************************
القسم الثاني
{دور التعليم الناجع في الحصول على فرص العمل:}
عندما تتحقق معايير التعليم الجيد في منظومة التعليم فإنها تعطينا طلبة و شبابا
على قدر كبير من الوعي و يمتلكون قدرات و مهارات تتيح لهم شق طريقهم في
الحياة بيسر و ثقة و سهولة و عندما نتكلم عن معادلة الطالب الجيد في حصوله
على فرصة عمل كبيرة و أفضل من التي تتاح للطالب الرديء و هذه المعادلة قـد
أثبثت فعاليتها ونجاعتها دائما في عـدة دول نامية و أخفقت في بعض الدول و لم
يكن الاخفاق الا بسبب تدهور الاوضاع الاقتصادية التي تخلق خصاصا في العمل
لكن الطالب الجيد في دولة نامية ظروفها التنموية مـتوسطة يستطيع الحصول
عـلى عـمل بيسر و سهولة عكس الطالب الضعيف..معادلة واضحة جدا..
و هـذا التـعليم حتى ينجـح بلا أي معـوقات فــيجـب أن تـكون جـودة معايـيره
جـيـدة و هي نفسها انطلاقا من التعليم الأساسي للتعليم الجامعي و عندما يكون
خلل في مسيرة التعليم خلال مراحله المختلفة خلال سنوات الطالب التعليمـية
و سيحدث خلل كبير في تكوينه مما يعيق تأهيله و ذلك لأن كل مراحل التعليم
مترابطة في كل مراحلها و أي خلل في مرحلة له أثر سيء على هذا الطالب
و عندما نجد في بعض الدول النامية التي أصلحت جزءا من منظومة تعليمها
وتركز على إصلاح التعليم الاساسي فقـط فيُعطى التلميذ انطلاقة قوية ثم يأتي
إلى المرحلة النهائية الجامعـية التي تكون قـد خرجت عن مخطـطات الاصلاح
و التأهييل فيتدهور مستواه علما أن هذه المرحلة الجامعية هي الحاسمة
المنطلق الحقيقي للشباب نحو سوق العمل و الشغل..
لذا فدور التعليم القوي والرشيد واضح في إنجاح عملية التشغيل بعد تحصيلل
الطالب على شهادته الكبرى و الحصول على فرص العمل إذا حرصت الدولة
على إصلاحه في كل مراحله..
***************************************
القسم الثالث
{أهمية حضور الكفاءة الإنتاجية و الكفاءة التعليمية لخلق تعليم متوازن و بناء}
إن من أهم المعوقات التي أوصلت التعليم في الدول النامية إلى هذه المستويات
الرديئة هو ضعف كفاءة النظام بشكل عام وهنا سأتكلم عن شطرين مهمين من
الفاءات المهمة لعملية التعليم و أقصد هنا الكفاءة الإنتاجية والكفاءة التعليمية
و دورهما البارز في خلق تعليم قوي و بناء..
فأولا كتعريف للكفاءتين معا فالكفاءة الإنتاجية عُرفت بتعاريف مختلفة و هنا
سأدرج بعضها المأخوذ من مصدره و تعريف بالكفاءة الانتاجية في التعليم حيث
عرّفها (بوترف) بأن " الكفاءة التعليمية بأنها " نتاج تفاعل مواقف المتعلم
وملامح شخصيته ومعارفه ومهارته التي يجندها من أجل مواجهة وضعية معقدة،
مع فهمه وادراكه لتلك الوضعية بصورة ملائمة لما ينتظره منه الآخرون"أ_س_2
*المصدر. و عرفها سنة 1986 وليامز بأنها "علاقة بين المدخلات والمخرجات"
أ_س_3*المصدر كما أخبرنا مرسي سنة 1978بأنها "حصيلة الكفاءة،ومن ثم فهي دالة على الإنتاجية"أ_س_4*المصدر.
و كل التعاريف تتفق على معنى واحد و إن اختلفت في بعض الحيثياث و هو أن
الكفاءة الإنتاجية هي توازن نسبي بين أرقام المدخلات التي تُشغل داخل العملية
التعليمية و بين نسبة المخلاجات ونواتج هذه العملية و هي في مجملها نواتج
تتمحور حول الطالب محور العملية ككل ، و حسب نفس الدراسة فإن الكفاءة
الداخلية الكمية للتعليم هي " قـدرة النظام التعليمي عـلى إنتاج أكبر عـدد من
المخرجات (الخريجين) بالنسبة لعدد المدخلات (المقيدين) ، و تقليل حجم الإهدار
إلى أقل مستوى دون التأثيرعلى النوعية،بمعنى أنها تهتم بقياس مدخلات النظام
التعليمي من الطلاب ، و مدى قدرتهم على اجتياز المرحلة التعليمية في شكل
مخرجات ، و تكون نسبة هذه الكفاءة 100% إذا تخرج جميع الطلاب الذين
التحقوا بالمؤسسة التعليمية. (عيسان، 2010م ، ص31،الشعراني، 2016م،
ص110، المجرشي، وعبدالسلام، 2017م، ص5)"أ_س_5*المصدر.
في حين يُقصد بالكفاءة التعليمية حسب نفس المصدر "مقدرة النظام التعليمي
على إنتاج خريجين على مستوى نوعي مقبول و بعدد كاف لتبرير النفقات
الاقتصادية على التعليم . (خليفات والقضاة، 2010م، ص454" المصدر.
و العلاقة بين الكفاءتين تأثيرية للأولى على الأخرى بحيث إذا انخفضت الكفاءة
الإنتاجية و حصل نقصكبير في عدد التلاميذ الذين يتأهلون كل سنة و رافقها
انخفاض في الكفاءة التعليمية وعجز التعليم عن إخراج و تأهيل طلبة نموذجيين
ومتفوقين فإنه بالضرورة ستنعكس على المستوى التعليمي للمنظومة ككل بشكل
كبير جدا وستنخفض مؤشراتها ومؤشرات الطلبة مما ينتج عنه رسوب كبيرالعدد..
لذا فالكفاءة الإنتاجية و الكفاءة التعليمية شيئان متلازمان و أي فشل في إحداهما
سيفشل معه النظام التعليمي و الطالب يتعرض للفشل..
***************************************
المبحث الثامن
القسم الأول
{تربية الطالب على القيم و مبادئ العقيدة الاسلامية }
إن أهم ما أصبح يتجاهله عليه أصحاب المؤسسة التعليمة هو الحرص على
شحن التلاميذ بالدروس المعرفية و النظريات العلمية و بدأوا يتناسون الجانب
الاخلاقي في العملية التعلـيمية إلا بـشكل يسير جـدا كما أن أغلب الـمناهج
و المقررات ملـيئة بالأمثال الغربية و القدوات الأجنبية في حين لا نكاد نجد
أمثالنا العربية ودروس الفضيلة والقيم النبيلة النابعة من قيم إسلامنا المجيد
حتى أصبحنا نرى أطفانا و شبابنا قـد شُحنوا شحنا بالمبادئ الغربية و نسوا
تماما مبادئنا و قيمنا وأسباب أخرى تضافرت و زادت من الفجوة و هي أدوات
الحداثة و العولمة الرهيبتين مما خلق عندنا أجيالا ذوي تعليم شبه غربي بقيم
غربية و ثقافة غربية فقدوا معها هويتهم و لغتهم و أاحياننا حتى عقيدتهم..
فهذه المسألة تعتبر من أهم آفات التعليم لأنها تؤثر أولا على العقيدة و تؤثر
أيضا على الهوية و لأن التعليم يزرع المبادئ بشكل قوي فـمن الخـطر
جـدا عـندما يصبـح هذا التعليم يزرع في أجـيالنا القيم و العـادات الغربية
و يسلخهم عن دينهم لغتهم و عروبتهم و عقيدتهم..
و أصبح الاهتمام الاكبر بالمواد العلمـية و اللغات الاجنـبية و تعـتيم المناهج
الاسلامية و تهميش اللغة العربية شيئا فشيئا كلها أسباب تنعكس على الطالب
المسلم و العربي بالخصوص وتجعله يكبر بقيم منحلة وثقافة أمبريالية وعقيدة
واهية جدا..
***************************************
القسم الثاني
{غياب الخطط التعليمية قاسم مشترك بين الدول النامية ساعد بشكل كبير في
فشل التنمية التعليمية}
إن الخطة هي مجموعة من الاستراتيجيات التي يضعها المخطط سواء على المدى
القريب أو البعـيد لإنجاز مشروع معـين و لطالما كانـت الخـطة تـلعب دورا في
نصف نجاح المشروع و عندما يتم إنجاز أي عمل تنموي بلا خطة محـكمة فإن
هذا العمل سيفـقد فيه صاحبه المدخلات بلا أدنى مخرجات وكذلك التعليم فإنه بلا
خطة سيصبح تسييره عقيما جدا بمعوقات بلا حدود و جـميع الدول التي نجحت
في كل أنواع تـنميتها كان أساس مشاريعها خططا ممنهجة باستراتيجيات سديدة
و محكمة..
فالمشكل الذي يطرح نفسه على مستوى خطط التعليم هو صعوبة عملية التخطيط
كون الاستراتيجيات الموضوعة لا تكون ناجحة بالمرة و فيها الكثير من المثالب
مما يجـعـل الخطة تفـشل عـاما تلو العام و التمويلات تضيع في مـدخلات بلا أي
مردودية تذكر و حسب تقرير بعنوان "غياب الأساسيات الفنية والعلمية لعمليات
التخطيط العلمي " صادر عن جريدة الرياض الالكترونية فإن " نقـص البيانات
والإحصاءات الأساسية اللازمة للتخطيط التعليمي"و كذلك "بيانات وإحصائيات
أساسية تتعلق بالتعليم مثل أرقام دقيقة عن اعداد التلاميذ المقيدين بالسنوات"
و "المؤشرات التعليمية الدالة على حالة النظام ، وموقعه من الأنظمة التعليمية
الأخرى."7أ_ب*المصدر_ هذه وأسباب أخرى تعيق تنفيذ الخطة التعليمية نحو
المستوى المنشود..
كما أشار الموقع إلى " انخفاض مـستوى الوعي التخطيطي الذي يخـلق في كثير
من الاحيان عجزا في متابعة الخطة أو عدم كفاية الموارد المالية المالية لإتمام
باقي مراحلها و أيضا قال نـفس المصدر أن " القصور في تـوافر القوى البشرية
لتنفيذ الخطة التعليمية" يخلق مشكلا كبيرا في إنجاح هذه الخطط و أشار إلى
"ضرورة وضع خطط بعيدة المدى بدل قصيرة المدى" و غيرها من التوصيات
الضرورية لإنجاح عملية التخطيط..
***************************************
القسم الثالث
{أهمية التخطيط التعليمي في تطوير منظومة التعليم و الاسراع في عملية التنمية:}
و نعود للتخطيط مرة أخرى و لكن هذه المرة سـنراه مـن زاوية أخرى إيـجابـية
لنلقي نظرة على طرائق التخطيط الناجعة للتنمية التعليمية الرشـيدة و التي مـن
شأنها التحسين من العملية التعليمية،فالتخطيط في التعليم شيء له دور كبير في
تطوير المنظومة ككل و وضع خطط ممنهجة و سليمة خالية مـن الخلل والمثالب
أشياء من شأنها الارتقاء بالتعليم إلى مستويات أفضل ، و من أهم النقاط التي
يجب أن يشملها التخطيط:
1_تغيير أساليب التعليم و التعلم و ذلك بإعادة تأهيل الأطر التعليمية
2_تحسين المناهج التعليمية أو بالأحرى تغييرها
3_الحرص على تكوين المعلمين تكوين علمي و تزويدهم بطرق جديدة في التعليم
4_بناء خطة دائمة للمشروعات و الانشطة الفكرية و التربوية
5_الحرص على إدماج التجربة الغربية و الاستفادة منها
6_إنشاء نظام داخل النظام التعليمي يهتم بجمع البيانات و المؤشرات التعليمية
و دراستها و الخروج بقرارات تحسن من الآليات التعليمية..
7_ التحسين من المؤسسات المدرسية من ناحية الشكل و تزويدها بكل المرافق
اللازمة لمختلف الأنشطة
8_إدماج التقنية في التعليم.
8_الحرص على اعتماد خطط بعيدة الأمد.
هذه و غيرها كلها أشياء يجب اعتمادها في التخطيط لعملية التنمية المدرسية
حتى يتحقق الاصلاح و التغيير..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق