قراءة في مرجعية المواطن العربي اليوم بعنوان:
المواطن العربي في المنظومة الحداثية الجديدة بين ثقافة العولمة و التخريب
و انسلاخه عن هويته بشتى طرق الغزو و التغريب حتى أصبح يعيش في وطنه
شبه غريب..
بقلم القيصر بتاريخ 27-02-2021
دائما في شتى مواضيعي أجد نفسي مشدودا إلى مصطلح العولمة كونها العامل
الأكبر في متغيرات عدة حدثت على المستوى القاري و كان له الأثر الكبـير على
كل النظم الدولية بجميع فروعها وأنساقها لكن التأثير الأكبر هوبلا شك ذاك الذي
طال الدول النامية و العربية منها بالخصوص ، فهذه الأخيرة أحدثت فـيها موجة
الحداثة هزة هائلة قلبت كل المعايير ثقافيا و اقتصاديا و اجتماعـيا ، و هنا في
مـقالتي لن أتطرق للعولمة و الحداثة من منظور سـياسي أو اقـتصادي بـل
سأكتفي بالجانب الثقافي لما له مـن عـلاقة وطيدة بالعـنوان موضـوع الدراسة...
فالظاهرة الحداثـية القادمة من الغرب الأمـبريالي و إن تقنّعـت بقـناع الـتمدن
والرقي الحضاري الزائف و جعلت الكثير منا ينساق وراءها انسـياقا مطلقا
وأعمى إنما يستتر في باطنها ثقافة غربية تخريبية أهم مآربها تحقيق نفوذ
فكري على المواطن العربي بنشر أفكارها التي تبعد كل البعد عن ثقافتنا
و تختلف كل الاختلاف عن عاداتنا و تتسرب بشكل خفي حتى إلى عقيدتنا
أشياء تسهل بشكل سـريع للهيمنة الشاملة و عندما تكون مجتمعاتنا ذات
ثقافة هشة متوسطة و عقيدة منحرفة تحدث الطامة الكبرى بل للأسف حدثت
الطامة لأن التكلم بصيغة المضارع هو الشيء الصـحيح و عـندما يحـدث كل
هذا تتمزق الروابط الثقافية والدينية لدى المسلم العربي و تحل محلها رموز
غربية لا تمت له بأية صلة بتاتا..
إن الحداثة للأسف هي بضاعة مثلها مثل أي بضاعة و تسوقها لنا الدول
الغربية بطريقتها الشيطانية لسببين أولهما أنها المتحكمة في العولمة
كآلية كبرى للمنظومة الحداثية و سبب آخر يرجع لنا نحن كوننا أصبحنا
تبعيين جدا وإيدولوجيتنا تعتمد على مرجعية غيرمستقرة تتغير باستمرار
كما أن انبهارنا بعالم الغرب جعل الكثير منا ينشغل بهم و يهتم بثقافتهم
سواء عـلى مستوى اللغة أو الأدب أو التأثر بعاداتهم عن طريق التلفاز
و الأفلام و نرى هذا جليا في اللباس الغربي الغير محتشم الذي أصبح
موضة في غالبية الأوطان العربية،كلها عوامل تفاقمت و لا زالت تـتفاقم
وتؤدي إلى مضاعفات أخرى مضاعفات تعمل كل يوم على تمييع أخلاقنا
وتغييب أصول ثقافتنا وإبعادنا عن رموز تراثنا والأخطر من ذلك تحريف
معتقدنا و لغتنا و بالتالي ضياع كل ما تبقى من هويتنا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق