تعريف جديد لمنهجية المفكر بصيغة علمية بعنوان:
يقوم النظام الهندسي الفكري داخل دماغ المفكر بإدماج جملة من المعطيات المعرفية
المختلفة داخل إيدولوجياته الانتمائية و مرجعياته الانتسابية و مرتكزاته العقائدية
و بلورتها جميعا ليضع من خلالها مجموعة من الخطوط والاتجاهات مكونا ما يسمى
بمنهجية المفكر و يعتمدها هذا الأخير كإطار صارم لا يخرج عنه ..
بقلم القيصر_24_09_2021
إن منهجية الكتابة هي وظيـفة أسـاسية في دماغ المفكر تتأسس على نظام هندسي
فكري يشبه عمل الخوازميات في الحاسوب لكن بشكل آخر و مختلف،و هذا النظام
الفكري لدى مفكر بعينه هو فريد من نوعـه له نمط و مواصـفات خاصة به وحـده
و لا تتشابه مع شخص آخر ، و عندما ينكب المفكر في صياغة منتجه الفكري من
خلال كتابة موضوع معين أو تحليل ظاهرة ما أوطرح إشكالية بعينها يقوم الفصّان
الجبهيان المسؤولان عن المعادلات الفكرية بتشغيل نظامه الهندسي و تحريك هذه
الخوازميات عبرعمليات فكرية معقدة يـبدأ مخ المفكر أثناءها بتوجيه تفكيره نحو
الموضوع المراد معالجته محاولا الخروج بعـدة أفكار تـعالج الإشكالية المطروحة
و يوظف لذلك مجموعة من الكلـمات و الأفـكار و الرموز و الرؤى تـتبلور كلها من
خلال آلية التفكير..
و أثناء تفكيره يقوم نظامه الهندسي الفكري في معالجة طرحه عبر مجموعة من
عمليات التحليل و التمحيص و يوظف لذلك معطـيات مخـزونه المعرفي و الفكري
و الخروج بأفـكار بما يـناسب رؤيته للإشكالـية ، و هـذه المعطيات مـن مـخزونه
المعرفي هي حصيلة مفاهيم شتى تراكمت عبر التجارب و السنين ثم تتشكل مرة
أخرى عبر خوارزميات دماغه لتتجسد على شكل أفكار و رؤى و أيـضا تدخل في
هذه العملـية جمـلة هامة من المفاهيـم و الصيغ القيمـية التي لا تقل أهـمية عـن
مكتسباته المعرفـية الأخرى و تتمـثل في الانتماء الإيديـولوجي و المرجعـيات
الانتسابية والمرتكزات العقائدية التي تحـدد له نطـاقا صارما لا يـخرج عنه و لا
يتجاوزه..،وهذه المفاهيم القيمية تكون للمفكر مثل إطار لا يخرج عنه في كتابة
نصه و هو إطار يتكون من هذه الأضلاع الثلاثة..
وهناك آليات أخرى تتدخل في هذه العملية المعقدة وتتمثل في الوظيفة الفيزيائية
و نظيرتها الكيميائية ، فالوظيفة الأولى يقـوم خـلالها الفصان الجبـهيان بتـنشيط
الدماغ بنبضات كهربائية بمساعدة الخلايا العصبية لتحليل المعطى المعرفي عبر
مجموعة من العمليات الفيزيائية المتشابكة وبالموازاة معها و في نفس اللحظة
تكون هناك عملية أخرى من نوع كيميائي تجري في جـسم المفكر عـلى مستوى
الوجدان و يقوم هذا الأخير ببلورة كل من إيدولوجياته ومرجعياته و مرتكزاته
داخل بوثقة من الأحاسيس والمشاعر ثم تنتهي العمليتان الفيزيائية والكيميائية
و تتبلوران داخل فكره مرة أخرى كخطوة أساسية و أخيرة لإنتاج ما يطلق عليه
منهجية المفكر..
فهذه المنهجية هي التي تحدد له فلسفة و فكرا يرتكزهما في تـصوراته و تصبح
لديه كإطار لا يخرج عنه و أسلوب خاص به ، و يعتمد في صياغتها على أدوات
يوظفها في تشـكيل هـذه الأفكار من عصارة مخزونه الفكري و المعرفي كأساس
أول رئيسي و على أساس ثان جوهري الذي يتمثل في العـوامل السابـق ذكرها
من إيدولوجياته الانتمائية ومرجعياته الانتسابية ومرتكزاته العقائدية و تتبلور
جميعها لتضع له كإطار منهجي دقيق مجموعة من الخطوط والاتجاهات وتحدد
له جملة من الطرائق والفلسفات يعتمدها في طرحه بما تحتويه من مبادئ وقيم
و تقوم بتوجيهه في كتاباته وفق هذه القيم..
وفي جزء آخر سأوضح بشكل أكثر كيف يؤثر الانتماء الإيديولوجي والمرجعيات
الانتسابية والمرتكزات العقائدية على منهجية المفكر وإلى لقاء اخر مع تحيات القيصر..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق